التوفيق خان المهندس محلب !
أمر طيب أن رئيس الوزراء اهتم قبل تطبيق الزيادة الجديدة في أسعار الوقود بالاجتماع مع أصحاب المتاجر وأصحاب الميكروباصات في محاولة منه لاحتواء الأثر المتوقع على أسعار النقل وأسعار السلع بعد رفع أسعار الوقود.. لكن للأسف التوفيق خان رئيس الوزراء المهندس محلب في التصريحات الصحفية التي ألقي بها بعد إجراء هذه اللقاءات والاجتماعات.
فهي تصريحات تخاصم الواقع، والأهم لا تحترم عقولنا بالقدر الكافي.. فقد قال رئيس الوزراء إن الزيادة في تعريفة الركوب لن تزيد عن ٥ أو ١٠٪، وأنه لا زيادة في أسعار السلع الغذائية.
نعم، أنا وغيري نفهم أن تأثير الزيادات التي تم تطبيقها سواء في أسعار البنزين والسولار، من المفترض ألا تزيد تعريفة الركوب عن تلك النسبة التي تحدث عنها رئيس الوزراء، ولا تزيد سعر السلع المنقولة بأكثر من ٢٫٥، ٣٫٥٪، لكن تعودنا دائمًا أن المفروض شىء والواقع شىء آخر، خاصة وأن نسبة الزيادة المفترضة في تعريفة الركوب تقدر بالقروش التي لا يتعامل بها أحد الآن في مصر في الواقع، ولذلك اتجه السائقون إلى زيادة تعريفة الركوب بما يتراوح ما بين ٢٥، ٥٠٪ حتى الآن، وهي نسبة قابلة للزيادة إذا اكتفت الأجهزة المحلية بالفرجة على ذلك ولم تتدخل لمنعه.. كما أن كميات كبيرة من السلع الغذائية خاصة الخضر والفاكهة، لا يقتصر بيعها على السلاسل التجارية التي اجتمع المهندس محلب مع أصحابها.. وفوق ذلك فإن الوقود لا يقتصر استخدامه في نقلها فقط وإنما في حصدها وزراعتها أيضًا.
ونحن هنا لا نطالب رئيس الوزراء بمراجعة تصريحاته فقط، وإنما بأن تنشط حكومته باستخدام آليات عديدة لضبط الأسواق؛ حرصًا على أصحاب الدخول المحدودة وأبناء الطبقة الوسطي.