اليوم.. الذكرى الـ 66 لاستهداف إسرائيل مدينة "اللد"
ليست دير ياسين وحدها أو خان يونس هي الجرائم الصهيونية الوحيدة الباقية في ذاكرة كل عربى ومسلم بل كل إنسان، مجزرة "اللد" ندرًا ما سمع عنها الكثيرون بعد أن غابت عن مسامع الإعلام واختبأت في وثائق النسيان، في يوم الـ 11 يوليو1948 م، والموافق 5 من رمضان 1367، قامت عصابات الصهيونية بمجزرة أعد لها مسبقًا بقيادة "موشى ديان" تحت اسم عملية "دانى" واستهدفت وحدة كوماندوز إسرائيلية مدينة اللد الواقعة بين القدس ويافا.
بداية المجزرة
قصفت الطائرات الصهيونية مدينة اللد يوم 9 يوليو، وهو ما تبعها هروب الفيلق العربى ومتطوعى جيوش الإنقاذ العربية والإسلامية من المدينة وتركها لأهلها ليدافعوا عنها، وتحصن أهل اللد ببعض البنادق العتيقة محتمين بمسجد المدينة الرئيسى والمسمى بـ "دهمش"، لمكافحة العصابات الصهيونية التي بدأت في هجومًا بريا عقب قصف المدينة جوًا، ولكن لم يصمد أهل المدينة سوى ساعات لتسليحهم الضعيف، ورغم استسلامهم غدرت بهم عصابات الصهيونية كعادتها وأبادت كل المحتمين بالمسجد المذكور.
بعد ذلك نظم عدد من المناضلين في القرى المجاورة انفسهم واستعدوا لقتال العصابات الصهيونية، واستمر ضغط الصهاينة على امتداد واجهة القتال، وركزوا هجومهم على مدينة اللد أولًا، فشنوا عند الظهر هجومًا قويًّا عليها من الناحية الشرقية عند قرية (دانيال)، ولكن مجاهدي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصف، خسر الصهاينة فيها 60 قتيلًا، وعاد المجاهدون وقد نَفِد عتادهم.
ثم شن الصهاينة هجومًا آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات، وتمكنوا من دخول اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز.
الجيش الأردنى يخترق "اللد"
الجيش الأردنى يخترق "اللد"
وفى صبيحة يوم 11من يوليو الموافق 5 رمضان، اخترقت فصيلة تابعة للجيش الأردني مدينة اللد التي كانت قد استسلمت للعصابات الصهيونية وفي أعقاب الاختراق ارتفعت معنويات سكان المدينة، ومن أجل إخمادهم ومنعهم من التحرك، أصدرت الأوامر للعصابات الصهيونية بإطلاق النار الكثيفة على جميع من وجد في الشوارع، وخلال بضع ساعات قُتل 250 فلسطينيًّا، فكانت أبشع "مجزرة" وأسرعها وقتًا، غير أن الإعلام العربي لم يركز عليها.
وفي تقرير قدمه "مولاي كوهين" أحد قادة العصابات الصهيونية عن المجازر التي وقعت في مدينة " اللد"، اعترف فيه عن وجود فظائع كئيبة، ودوَّن ذلك في كتاب البلماح، جاءت فيه: "لا شك في أن قضية اللد والرملة وهرب السكان والتمرد اللذيْن جاء في أعقابها، قد وصلت فيها وحشية الحرب إلى ذروتها".
كالمان يروى تفاصيل المعركة
وفي تقرير قدمه "مولاي كوهين" أحد قادة العصابات الصهيونية عن المجازر التي وقعت في مدينة " اللد"، اعترف فيه عن وجود فظائع كئيبة، ودوَّن ذلك في كتاب البلماح، جاءت فيه: "لا شك في أن قضية اللد والرملة وهرب السكان والتمرد اللذيْن جاء في أعقابها، قد وصلت فيها وحشية الحرب إلى ذروتها".
كالمان يروى تفاصيل المعركة
ونشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية يوم 2/ 5/ 1972 التفاصيل التي أوردها العقيد احتياط (موشيه كالمان) عن مجزرة اللد فكتب كالمان: بدأ احتلال اللد بمهاجمة أطراف المدينة بلواء (يفتاح) واللواء الثامن بعد ليلة من المعارك في مؤخرة اللد. اقتحمنا المدينة في ساعات بعد الظهر بالتنسيق مع طابور موشيه ديان، وسيطرنا على مركز المدينة قبيل المساء، ورفعت المدينة الإعلام البيضاء، وقد تدفق السكان إلى المسجد الكبير والكنيسة المجاورة له، وأعلنا بعد حلول الظلام منع التجول في المدينة، وأقيم مقر قيادة الكتيبة في منزل القسيس قبالة بوابة المسجد، وطلبنا من السكان تسليم أسلحتهم، واكتشفنا في الصباح أنه لم يتم وضع أية قطعة سلاح من جديد، وأعدنا توزيع المدافع. وعند الظهر تقدمت نحو المدينة -التي كان عدد سكانها عشرين ألفًا- مدرعات الفيلق الأردني التي كانت مخبأة في منطقة محطة سكة الحديد، واقتحمت المدرعات الأردنية إيذانًا بالعمل، فبدأ بإطلاق النار وأصبح وضعنا حرجًا، ولم يستطع اللواء التقدم لنجدتنا، ولأنه لم يكن هناك خيار، صدرت الأوامر لرجالنا بإطلاق النار على أي هدف، وسقط خلال المعركة ضحايا كثيرة، واستطعنا خلال بضع ساعات السيطرة مجددًا على المدينة، ووصل الضحايا من المدينة إلى 250 قتيلًا، وجرح 24 فقط.