رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الشباب سيناوي ولا نوبي ولا الهوى رماه...!


ما يحدث الآن من وزارة الشباب لا يبشر بالخير، المشكلة أن القيادة "جاهلة بلا رؤية" للشباب وكيفية التعامل معه أو تعرف ماذا تقدم له !؟ في الأسابيع الأخيرة حدث أمران في غاية الخطورة من المسئولين في الشباب، الأول هو استضافة عدد من الشباب النوبى، وعمل برنامج لهم للتعرف على معالم القاهرة، وعمل لقاء ثقافى معهم لتأكيد أهمية النوبة وجمالها وتاريخها..الخ.

ثم قامت الوزارة باستضافة عدد من الشباب السيناوي وعمل برنامج ترفيهى لهم ثم لقاء ثقافى للحديث عن أهمية وتاريخ سيناء، وأعتقد المحاضر في المرتين كان عالم المصريات بسام الشماع..!

ماذا يعنى هذا ؟ يعنى هو ترسيخ عنصرية المجتمع وتقسيمه إلى هذا سيناوى وآخر نوبى وثالث من مطروح..الخ هذه كارثة لو تعلمون، في ظل قيادة د.صفى الدين خربوش للشباب كان هناك مشروع ثقافي يسمى "محكى الشباب" والهدف منه التنمية البشرية بشكل عملى من خلال الورش الفنية في جميع المجالات الإبداعية.

وكان يعتمد على تجميع الشباب من جميع المحافظات معًا، ويمارسون إبداعاتهم تحت رعاية متخصصة، وكان يتحدث معهم كل المبدعين والسياسيين بحرية كاملة، وهذا البرنامج طاف جميع محافظات مصر في عام واحد من مطروح وحتى العريش والإسكندرية والودى الجديد وأسوان، وكان رائعا لولا اجتماع الموظفين ليفسدوه لإخفاء جهلهم ولأنه كان يدار من خلال أحد أعضاء المجلس القومى للشباب، من أهم ميزات هذا البرنامج هو انصهار الشباب معا من مختلف المحافظات، وتعرفوا على مصر بحق، ورسموا وكتبوا وتعلموا بحق أيضا، هذا الفرق بين تجميع الشباب وتعميق وترسيخ الوحدة والحب والعمل الجماعى ولا فرق بين مصرى وآخر، فإذا كانت النوبة شرف لمن ولد فيها فهى شرف لكل مصر، وإذا كانت سيناء شرفًا لكل سيناوى فهى شرف لكل مصرى أيضا.. كل بقعة مصرية ملك للمصريين بلا تمييز.

وهنا أتذكر ما يردده دائما الناقد الفنان التشكيلى عز الدين نجيب عن النوبة وعشقه لها ولأنه مضى جزءًا من شبابه بين أهلها في عام 1964 دون دعوة ولكنه ذهب ليعيش مع أهله في الجنوب، وعز الدين نجيب له رؤية رائعة ومتفردة، فهو يرى أن النوبة دفعت الثمن من أجل مصر لتعيش ببناء السد العالى، ويشبهها بعروس النيل التي كان المصريون يضحون بها من أجل فيضان النيل، لإنقاذ حياة المصريين..!

ويؤكد عز الدين نجيب رفضه التام نغمة أن النوبيين لهم مظلمة ويشكون للكل، ويرى أن النوبيين لهم حق ولابد أن يحصلوا عليه كأصحاب حق على الوطن، ومن خلال وحدة الوطن، بعيدًا عما يردده البعض عن الانفصال والكلام الذي يروج له الغرب المعادى لمصر، ولابد أن يدرك أهلنا في النوبة أنهم جزء من المشروع القومى المصرى، الذي يرتكز إلى الاستقلال الوطنى والتنمية..!!

هل الرسالة وصلت إلى المسئولين في وزارة الشباب..!؟
المشكلة الحقيقية أن الشباب والرياضة كلاهما نموذج من نماذج العمالة محدودة الكفاءة والبطالة المقنعة والأسوأ أن المسئول الأول عن شباب مصر لا يعرف دوره تجاه شباب مصر.
الجريدة الرسمية