رئيس التحرير
عصام كامل

موقع أمريكى: قاتل المستوطنين الإسرائيليين مقيم في تركيا

 المستوطنون الإسرائيليون
المستوطنون الإسرائيليون

نشر موقع ديلي بيست الأمريكي، أمس الثلاثاء، تقريرًا حول قيام إسرائيل بقصف غزة لاتهام حركة حماس باختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين في الشهر الماضي، ومن ثم قتلهم ودفنهم بالقرب من مستوطنهم "جوش إيتزيون"، لكن الموقع يرى أن "إسرائيل تنتقم من سكان غزة، في حين أن العقل الموجه للعملية يقيم بسلام وراحة في مكان آخر".


ويقول ديلي بيست، إن القيادي في حماس، والمسئول عن موجة من محاولات الاختطاف في الضفة الغربية، صالح العروري، يقيم في تركيا، وهي الدولة العضو في حلف الناتو.

وينقل موقع ديلي بيست تصريحًا لمدير برنامج شتاين لمكافحة الإرهاب والجاسوسية، في معهد واشنطن المتخصص في سياسات الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت، حيث يقول: "يعتقد الإسرائيليون أن العروري كان أحد قادة العمليات في حماس، حيث أشرف على وضع خطط عدة عمليات اختطاف خلال العامين الماضيين، وليس من الضرورة أنه كان على تواصل عبر الهاتف مع أولئك المختطِفين، لكن الاختطاف عمومًا لطالما كان مركز اهتمام رئيسي بالنسبة لحماس، والعروري يشجع عليه".


ويمضي موقع ديلي بيست، للقول إن الرجل الذي تعتقد إسرائيل أنه يتحمل مسئوليةً كبيرةً عن مقتل 3 مراهقين إسرائيليين، موجود حاليًا في تركيا، ما يزيد من تعقيد العلاقات بن أنقرة والقدس، الحليفين السابقين، اللذين حاولا مؤخرًا رأب صدع علاقة شابها توتر كبير.

ويعتبر الموقع أن تركيا تعاونت في بعض الأوقات مع إسرائيل والغرب، في التخطيط للطوارئ في سوريا التي تشهد حربًا أهليةً. 

لكن من جانب آخر، تحتفظ تركيا بعلاقات وثيقة مع الجناح العسكري لحماس، وهي المنظمة التي ما زالت إسرائيل والولايات المتحدة تعدها منظمةً إرهابيةً. 

وفي الواقع، أجرى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أول أمس الإثنين، اتصالًا هاتفيًا برئيس المكتب السياسي في حماس بخالد مشعل.

وأكد مسئولون إسرائيليون لموقع ديلي بيست، أن العروري المقيم حاليًا في تركيا، هو القائد المسئول في حماس عن تشجيع وتمويل وتنسيق حملة لتكثيف عمليات الاختطاف في الضفة الغربية. 

وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية اتهمت، الشهر الماضي، كلًا من عامر أبو عيشة، ومروان القواسمي، باختطاف الثلاثة مراهقين، الذين وجدوا قبل يومين مدفونين تحت كومة من الحجارة، في حقل بالقرب من مدينة الخليل. 

ويتهم مسئولون إسرائيليون العروري بأنه العقل المدبر لتلك العملية، لكنهم لا يعطون مزيدًا من المعلومات عن سجل الرجل، أو الخطوات التي ستتخذها إسرائيل بحقه.

وفي هذا السياق، قال ياكوف أميدرور، الذي استقال في نوفمبر الماضي، من منصبه كمستشار نتانياهو للأمن القومي، لموقع ديلي بيست، عندما سئل عن الرد الإسرائيلي بشأن العروري: "لن يطلعك أي كان على معلومات خاصة بالعروري، لأنها معلومات استخباراتية يجب ألا تنشر، وسنحتاج إليها فيما بعد". 

كما أشارت صحيفة تايمز الإسرائيلية إلى اتهام العروري بإنشاء خلايا إرهابية، وتنفيذ سلسلة من عمليات الاختطاف في الضفة الغربية، وهو الاتهام الذي عززه اقتحام القوات الإسرائيلية لمنزل عائلة العروري في رام الله، ومن ثم تدميره.

ويقول موقع ديلي بيست، إنه منذ اختطاف الفتية الثلاثة، نفى متحدث باسم حماس أي دور للمنظمة في العملية، رغم أن رئيس وزراء حماس في غزة، إسماعيل هنية، قال في أبريل الماضي، إن إلقاء القبض على جنود إسرائيليين يحتل أولويةً قصوى. 

ويشير موقع ديلي بيست إلى أن المراهقين الثلاثة لم يكونوا جنودًا إسرائيليين، لكن محاولات الاختطاف ارتفعت عمومًا منذ بداية عام 2013، وفق إحصائيات الجيش الإسرائيلي الذي أحبط 64 محاولة اختطاف تم معظمها من قبل حماس. 

وثبت أن الاختطاف يمثل إستراتيجيةً ناجحةً بالنسبة لحماس، والتي استطاعت في عام 2011 إجراء عملية تبادل مع إسرائيل، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 فلسطينيًا، مقابل تسليم الجندي جلعاد شاليط، الذي اختطف عندما كان ينفذ عملية حراسة في غزة، في أعقاب سحب إسرائيل جميع المستوطنين من شريط تسيطر عليه حماس حاليًا.

ويشير ديلي بيست إلى إطلاق إسرائيل سراح العروري من سجن إداري، قبل عام من الصفقة، بشرط مغادرته الأراضي الفلسطينية لمدة 3 سنوات. 

لكن في عام 2011، نقلت الصحافة الإسرائيلية أنباءً عن مشاركة العروري في المفاوضات التي قادت لعملية تبادل السجناء، وإطلاق سراح شاليط.


ويفيد الموقع أن العلاقة بين تركيا وإسرائيل توترت بشدة، بعد مقتل 9 مواطنين أتراك على متن سفينة "مرمرة" على أيدي جنود إسرائيليين، ومن ثم أدت وساطة أمريكية لتقديم ناتنياهو اعتذارًا للأتراك، وأعيد السفيران. 

لكن تركيا أغضبت إسرائيل مجددًا عندما سلمت النظام الإيراني في عام 2012، أسماء عملاء إيرانيين تعاملوا مع الموساد، وها هي تركيا اليوم تأوي قائدًا من حماس تتهمه إسرائيل بتوجيه عملية اختطاف وقتل 3 من أبنائها.

كما أن تركيا لم تشجب قط عمليات حماس داخل إسرائيل، ولا نشاطات المنظمة إجمالًا.
الجريدة الرسمية