اليوم.. ذكرى رحيل "فاطمة الزهراء" سيدة نساء المسلمين
يحل اليوم الثالث من رمضان ذكرى وفاة سيدة نساء أمة المسلمين، وواحدة من أربع خير نساء العالمين استنادا إلى حديث النبى عليه الصلاة والسلام "حسبك من خير نساء العالمين مريم وآسيا وخديجة وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم"، فهى أول من لحق بالنبى من أهل بيته بعد 95 يوما من وفاتة صلى الله علية وسلم، وهى في الـ 29 من عمرها أي في الثالث من شهر جمادى الآخرة 11 هـ.
الأم الحانية
ولقبها النبى محمد صلى الله عليه وسلم بـ " الزهراء " لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض.. فهى الأم الحانية على والدها النبى وزوجها وابنيها "رضى الله عنهم" والفقراء والمساكين.
مثال للشجاعة
ضربت فاطمة الزهراء مثالا في الشجاعة والإقدام فكانت درعًا لأبيها في بداية الدعوة وقت إيذاء قريش للنبى في بداية بعثته، فكانت تقف أمام قريش وإيذائهم لأبيها بإلقائهم القاذورات على رأسه أثناء صلاته، وفى مواجهة أبى لهب وزوجته وقت إيذائهما للنبى، وفي مشهده الأخير وهو على فراش الموت، كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس: لما تغشى رسول الله الكرب، كان رأسه في حجر فاطمة، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه وقال: "لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة".
فاطمة الزهراء أم ورفيقة حياة
تزوجت الزهراء بعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه، وهى ابنة 15 عامًا وكان على وقت ذاك في سن الـ 21، والذي أهداها درعا كمهر لها، وقضت معة حياة رقيقة الحال فكان متاع بيتها سريرا مشروطا ووسادة حشوها ليف وقربة ماء، وكانت تطحن وتخبز وتربى ابنيها الحسن والحسين وام كلثوم وزينب، ولم يتزوج على غيرها بعد وفاتها بعد أن أحبها حبًا شديدًا فهى بنت النبى التي تحملت رقة الحياة معه وضربت مثالًا لخير زوجة وأم ورفيقة في الحياة.
إذا كان أبو الزهراء محمد صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها فكانت فاطمة وهى أقرب أبنائه إليه مثله فيروى أنها استحت من أن يصف الكفن جسدها عند وفاتها فطلبت أن يكون لها نعش حتى لا يظهر جسدها لمشيعيها، كما أوصت ألا يغسلها عند وفاتها إلا زوجها على كرم الله وجهه، وأسماء بنت عميس.
