رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نتائج تحقيقات نيابة أمن الدولة مع شبكة التجسس لصالح إسرائيل.. الجاسوس المصرى نقل للمخابرات العسكرية الإسرائيلية معلومات عن تحركات الجيش على الحدود في سيناء

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

كشفت التحقيقات التي أجراها المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام بنيابة أمن الدولة العليا، مع المتهمين بارتكابهم لجرائم التخابر على مصر، لصالح جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان".


والمتهمون الثلاثة هم: سلامة محمد سليمان بريكات (مقيم بمحافظة شمال سيناء – محبوس) وجمعة أدباري الترابين (إسرائيلي الجنسية – هارب) وشالومو سوفير (عضو بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية - هارب) أنه في غضون الفترة من أول أغسطس 2011 وحتى فبراير 2014، قام المتهم الأول بالتخابر مع من يعمل لصالح دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، بأن اتفق مع المتهم الثاني على العمل معه لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية العسكرية، وأمده بمعلومات عن أماكن انتشار القوات المسلحة المصرية وأمان ومقار الأجهزة والأكمنة الأمنية، وأماكن تواجد العناصر الجهادية وكافة الأوضاع والتحركات بمنطقة (بئر بدء البريكات) بشمال سيناء، بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.

وأوضحت التحقيقات أن المتهم الأول "المصري" طلب وأخذ نقودًا ومنافع مادية ممن يعمل لمصلحة دولة أجنبية، بقصد ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية للبلاد، بأن طلب وأخذ من المتهم الثاني مبلغ 21 ألف دولار و76 ألف شيكل إسرائيلي ومسكن بمنطقة بئر سبع بإسرائيل، ومفروشات للمسكن بمبلغ 19 ألف شيكل إسرائيلي، مقابل العمل مع المخابرات العسكرية الإسرائيلية وإمدادها بالمعلومات.

وذكرت التحقيقات أن المتهم المصري تسلل إلى خارج وداخل البلاد عبر الحدود الشرقية لها بطريق غير مشروع. 

كما ثبت من التحقيقات قيام المتهمين الثاني والثالث باشتراكهما بطريق الاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في ارتكاب جريمة التخابر، بأن اتفقا معه على ارتكابها، وساعداه بأن أجرى المتهم الثاني تعارفه وتواصله مع المتهم الثالث "عنصر الاستخبارات الإسرائيلية" وحدد له الأخير أوجه المعلومات المطلوب التخابر والتجسس بشأنها، ورتب وتحمل نفقات تسلل المتهم الأول إلى الجانب الإسرائيلي.. ودبر له إقامته وتحمل نفقات تنفيذ التكليفات الصادرة إليه.

كما كشفت التحقيقات أن المتهم الثالث أعطى للمتهم الأول المبالغ النقدية بقصد ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية للبلاد، وتوسط المتهم الثاني في تقديم جانب من المبالغ المالية للمتهم الأول.

وجاء بملاحظات النيابة العامة اعترافات المتهم الأول سلامة محمد سليمان بالتحقيقات بسعيه وتخابره لصالح عنصر استخباراتي إسرائيلي، وإقراره بتلقيه مبالغ مالية ومنافع مادية في مقابل ذلك، وأبان تفصيلًا لذلك أنه ولد ونشأ بقرية بئر بدء بمنطقة تياها البريكات بمحافظة شمال سيناء، حيث عمل برفقة والده في زراعة المخدرات منذ أن بلغ 13 عاما حتى بلغ 17 عاما.

وأوضح المتهم في اعترافاته أنه اتجه إلى تهريب علب التبغ وجوهر الحشيش المخدر عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل، وخلال تلك الفترة تعرف على من يدعى عودة المحروق من عرب إسرائيل والذي عرض عليه العمل مع المتهم الثالث المكني "أبو سالم" أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية مقابل مبالغ مالية، نظرا لعلمه بمروره بضائقة مالية.. وبالفعل اتصل به الأخير طالبا منه الحضور إلى إسرائيل برفقة أحدهم.

وقال المتهم: إنه توجه إلى إسرائيل 5 مرات كان أولها عقب شهر رمضان 2011 حيث تقابل مع عنصر المخابرات الإسرئيلية، وكان يرتدي ملابس عسكرية إسرائيلية على الحدود الشرقية للبلاد وتوجه إلى أحد معسكرات الجيش الإسرائيلي، ثم منها إلى مبنى آخر، حيث تم عزله في غرفة منفردة لصباح اليوم التالي، ثم حضر إليه المتهم الثالث ضابط المخابرات الإسرائيلية وطلب منه إمداده ببعض المعلومات عن العناصر التكفيرية بمنطقة سكنه ومحال إقامتهم وأرقام هواتفهم وأعطاه مقابل ذلك مبلغ 1500 دولار، طالبًا منه الحرص الكامل وعدم الإفصاح مطلقًا بشأن تعامله مع جهاز الأمان.

وأظهرت التحقيقات أنه بعد مرور فترة شهرين، توجه المتهم مرة أخرى إلى إسرائيل برفقة من يدعى "منيزل" واستكمل معه ضابط المخابرات الإسرائيلية تجميع بعض البيانات والمعلومات عن العناصر الجهادية والتكفيرية بمنطقة سكنه، وأعطاه للمرة الثانية مبلغ 1500 دولار أخرى، وبعد مرور شهرين توجه إلى إسرائيل للمرة الثالثة بناء على طلب الضابط الإسرائيلي الذي أخضعه لفحوص لكشف الكذب، وسأله عدة أسئلة عن علاقته بالجماعات الجهادية ومدى إفصاحه عن علاقته بجهاز الآمان.

وتبين من التحقيقات أن المتهم تم سؤاله أيضا حول ما إذا كانت لديه أي علاقات بجهاز استخبارتي آخر ومدى مشاركته في أي عمليات ضد إسرائيل، فأجابه سلبًا.. فأخبره الضابط الإسرائيلي بأنه قد رسب في الاختبار، وعاود المحاولة في اليوم التالي وأخبره حينها باجتيازه للاختبار وأعطاه مبلغ 2500 دولار لنفسه، ومبلغا آخر قدره 1000 دولار طالبًا منه الاحتفاظ به لحين إبلاغه بكيفية التصرف فيه، وأعقب ذلك بمدة 20 يوما تقريبا أن طلب منه الضابط الإسرائيلي وضع مبلغ 1000 دولار عند علامة مميزة بين منطقتي بئر بدء والقصيمة، وبالفعل وضع المبلغ عند إحدى الأشجار المميزة على الطريق.

وجاء بالتحقيقات أنه في المرة الرابعة التي توجه فيها المتهم إلى إسرائيل طلب منه ضابط جهاز المخابرات العسكرية، مقابلته رفيقة المدعو "منيزل" على الحدود الإسرائيلية.. حيث رافقهما لأحد معسكرات الجيش الإسرائيلي، وسلمهما جهاز يشبه المنظار الليلي وطلب منهما الاحتفاظ به لحين صدور تعليمات أخرى لهما بشأنه، وأعطاه مبلغ 1500 دولار ومبلغًا آخر قدره 5000 دولار وطلب منه الاحتفاظ بها أيضا لحين صدور تعليمات بشأنهما، وفي اليوم التالي طلب منه المدعو منيزل محمد سليمان مرافقته لتنفيذ ما تلقاه من تكاليف من العناصر الاستخباراتية الإسرائيلية، بوضع الجهاز عند علامة مميزة بمنطقة "البرف".. وبالفعل قاما بتنفيذ ذلك بوضع الجهاز أسفل شجرة مميزة بالمنطقة، كما كلفه بوضع مبلغ 5 آلاف دولار بمنطقة "الجيفة" إلا أنه كان قد صرف منها مبلغ 3400 دولار وفقد الباقي فلم ينفذ التكليف.

وقال المتهم في اعترافاته بالتحقيقات: إن المرة الأخيرة التي توجه فيها إلى إسرائيل كانت في أبريل 2013.. حيث عاود عنصر المخابرات العسكرية الإسرائيلي وضعه على جهاز كشف الكذب، مما أثار حفيظته فقرر عدم التعامل معه مرة أخرى إلى أن أرسل له مع منيزل مبلغ 500 دولار في شهر رمضان 2013.. وأعقب ذلك أن عاود ضابط جهاز الأمان الاتصال به وطلب منه بإلحاح ضرورة الحضور إليه بإسرائيل يوم عيد الفطر، عارضًا عليه مبلغًا من المال وسداد ما عليه من ديون، إلا أنه رفض.. فكلفه بالتوجه لمدينة شرم الشيخ بعد أن أرسل له مبلغ 2000 دولار مقابل ذلك، وطلب منه التقابل مع شخص أجنبي لاستلام وحدة ذاكرة كارت ميموري، وتوجه بالفعل لمدينة شرم الشيخ وتواجد بها لمدة يومين أعقبها إخباره من ضابط الأمان بأن الشخص المطلوب لم يحضر، وطالبا منه العودة لمسكنه وفي اليوم التالي كلفه بالتوجه مرة أخرى لمدينة شرم الشيخ.

وأضاف المتهم: أنه أثناء تواجده بشرم الشيخ علم بمقتل المدعو إبراهيم عويضة بريكات (أحد التكفيريين) أجرى اتصالا بالضابط الإسرائيلي ليخبره بالواقعة، والذي طلب منه العودة لمسكنه، وحين عودته علم باختطاف المدعو "منيزل" فأجرى اتصالا ثانيا بالضابط الذي أبلغه بضرورة الهرب، عارضا عليه أن يتوجه اليه بإسرائيل وبالفعل غادر إلى إسرائيل.. وأعقب ذلك بـ 23 يوما أن تمكن الضابط الإسرائيلي من إحضار زوجته إليه وسلمهما لمن يدعى نادي، والذي يعمل مع الحكومة الإسرائيلية حيث اصطحبهما إلى مسكن بمنطقة بئر سبع بإسرائيل وكان يمنحه راتبا شهريا قدره 4 آلاف شيكل بما يعادل 8 آلاف جنيه.

وذكر المتهم أنه ظل بإسرائيل في الفترة من 1 سبتمبر 2012 حتى 18 فبراير 2014.. حتى توجه للحدود الأردنية رفقة زوجته رغبة منه في العودة للبلاد، ومنها إلى أقرب نقطة تابعة للجيش الأردني حيث تم تسليمه إلى أجهزة الأمن الأردنية وتم ترحيله إلى مصر.
الجريدة الرسمية