الإخوان في انتظار هدايا السيسي
في غمرة مولد التبرعات وحفلة المزايدة على الوطن والوطنية المصرية ببعض الملايين القليلة التي يتسيط بها رجال أعمال نظام مبارك إعلاميا متناسين أنهم نهبوا وتربحوا بالحرام آلاف أضعافها، نجد الحكومة تسعى لتفجير قنبلة قد تعصف بالاستقرار الاجتماعى والتطلع لدولة يكون فيها السيسي أشبه بالزعيم عن كونه رئيسا منتخبا يدير البلاد لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط، نعم سيكون هناك تفجر للأوضاع في مصر إذا أقدم السيسي أو حكومة محلب برفع الدعم عن المحرقات البترولية بطريقة غير مدروسة بتمعن وتدبر.
الحكومة لا تدرى أن شعبا به 67 مليونا يعيشون على بطاقة التموين ليس باستطاعتهم أن يستيقظوا غدا فيجدوا أجرة المواصلات المنفلتة أساسا قد تضاعفت ورغيف الفول قد أصبح حلما بعيد المنال للفقراء وهم الأغلبية في هذا الوطن، حكومة بهذا التوجه لا ترى وتبصر أن هناك جماعة لا يهمها الوطن في شىء تنتظر وتتلهف بل وتتمنى وتتطلع لمثل هذا القرار حتى تستعيد بعضا من شعبيتها المتهاوية أو قل تسهم في توحد البعض معها، لا تدرك حكومة محلب أن الأمور على المحك وأن الوضع الاجتماعى يوشك أن يشتعل وينفجر محدثا ما لا تحمد عقباه إلا عند الجماعة التي تحولت لطائفة منغلقة تحمل غلا وحقدا تجاه الدولة المصرية وحتى المجتمع الذي لم يساندها في بكائية رابعة وترك لها التفنن في الكربلائيات الأحادية التي تقيمها يوميا.
مما لا شك فيه أن ذلك سيكون فرصة ومن اليقينى أن أجهزة المخابرات تعلم ذلك جيدا وأنها حذرت مسبقا من تفجر الأوضاع إذا أقدم أي نظام، حتى ولو رأسه السيسي، من المساس بأسعار الطاقة على الشعب، إن كان رفع أسعار الطاقه أمرا حتميا فعليا وللحكومة والنظام أن يفردا عضلاتهما وسطوتهما وقوتهما على أساطين رجال الأعمال الذين يبيعون لنا السلع بأضعاف السعر العالمى ويحصلون عل أكبر دعم للطاقة.
بصراحة ودون مواربة، أحذر من تفشى الأوضاع للأسوا واستغلال طائفة الإخوان ذلك لكى تزيد النار اشتعالا ليس من منطلق حبها للوطن وخوفها على الشعب المسكين الذي يحب أن يتذكر أن جماعة مرسي هي أول من رفعت أسعار الكهرباء والغاز والمازوت في ديسمبر 2012، التنظيم الدولى للإخوان بأبواقه الإعلامية المختلفة يقيم حفلات عن هذا الموضوع منتظرا القرار الذي يتواكب مع ذكرى الإطاحة بمرسي في 3 يوليو الماضى.
الشعب لن يرقص طويلا مبتهجا بالسيسي أو أي رئيس آخر، يجب أن تدرك الحكومة ذلك وتجد حلولا أخرى لسد عجز الموازنة بدلا من تفجير الأوضاع في ظل ظروف غاية في الدقة والتعقيد في الوطن، قلنا مرارا إن الشعب يحب بسرعة جدا وينقلب على من يحب بسرعة أكبر إذا وجد حياته قد صارت مستحيلة، الرئيس السيسي أكد أن 42 ألف جنيه مبلغ كبير على أي موظف ولكنه يجب أن يعلم أيضا أن هناك من يتقاضى 100 جنيه حتى 400 شهريا من عمال العقود وصغار الموظفين غير المثبتين لن تسعفهم في ركوب ميكروباص يوميا! استفيقوا يرحمكم الله.
fotuheng@gmail.com