رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس صفقة أمريكا وإيران حول العراق.. رحيل «المالكى» مقابل التوافق حول الملف النووي.. واشنطن تسعى لاحتواء غضب السنة بتشكيل حكومة "محاصصة طائفية".. ودعوة الجيران لتعزيز جهودهم لوقف تمويل "دا

 صفقة أمريكا وإيران
صفقة أمريكا وإيران حول العراق

ملامح صفقة أمريكية – إيرانية، تحاك على الأراضى العراقية، مفادها تعاون طهران في إقناع رئيس الوزراء العراقى نوري المالكى بالرحيل عن الحكومة وتشكيل أخرى بنظام المحاصصة الطائفية، في المقابل رضوخ واشنطن لبعض التنازلات في مفاوضات الملف النووي الإيرانى.


واجتمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم، لحثه على تشكيل حكومة أكثر تمثيلا للكتل السياسية في حين انسحبت القوات العراقية من معبر حدودي مع الأردن تاركة منطقة الحدود الغربية بأسرها خارج سيطرة الحكومة.

وقالت مصادر أمنية عراقية وأردنية إن عشائر عراقية سنية سيطرت على معبر حدودي بين العراق والأردن ليل الأحد بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع متشددين مسلحين.

وتتفاوض العشائر على تسليم المعبر لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي استولى على معبرين رئيسيين مع سوريا في مطلع الأسبوع، وتسيطر القوات الكردية على معبر ثالث مع سوريا في الشمال.

وقالت مصادر في الجيش الأردني إن القوات الأردنية أعلنت في الأيام الأخيرة حالة التأهب على طول الحدود مع العراق لمسافة 181 كيلومترا وأعادت انتشارها في بعض المناطق في إطار خطوات للتصدي لأي تهديد أمني محتمل.

وتسعى واشنطن لمساعدة العراق على احتواء تقدم متشددين سنة يقودهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المنبثق عن القاعدة بعد الاستيلاء على بلدات في شمال العراق الشهر الجاري. وكانت واشنطن سحبت قواتها من العراق في 2011 بعد احتلال دام ثمانية أعوام في أعقاب الغزو الذي أطاح بصدام حسين في عام 2003.

ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال ما يصل إلى 300 مستشار عسكري أمريكي من القوات الخاصة للعراق لكنه أحجم عن تلبية طلب من الحكومة العراقية بشن غارات جوية واستبعد إعادة نشر قوات برية.

وتخشى واشنطن أن الحكومة الشيعية التي يقودها المالكي كانت سببا في تأجيج الاضطرابات بإقصاء السنة المعتدلين الذي قاتلوا ضد القاعدة في السابق، ولكن انضموا الآن لحركة التمرد التي يقودها تنظيم الدولة الإسلامية.

وحرصت واشنطن على عدم التصريح علنا برغبتها في تخلي المالكي عن السلطة، وقال مسئولون عراقيون إن رسالة بهذا المعنى نقلت بشكل غير مباشر في الأحاديث الخاصة.

وحين اجتمع كيري والمالكي تبادل الاثنان حديثا وديا في حضور مسئولين آخرين، وخلال الاجتماع نظر كيري لمسئول عراقي وسأله "كيف حالك؟".

واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي واشنطن يوم الأحد بمحاولة استعادة السيطرة على البلد الذي احتله ذات يوم، ونفى كيري هذا الاتهام قائلا إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة العراق لكنها تريد تشكيل حكومة تضم المزيد من الطوائف السياسية.

وسيجرى تشكيل حكومة جديدة في العراق بعد الانتخابات التي جرت في أبريل، وأسفرت عن فوز قائمة المالكي بأغلبية مقاعد البرلمان، ولكنه لا يزال بحاجة لضم حلفاء ليحقق أغلبية.

ويوم الأحد قال كيري إن الولايات المتحدة لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد، مضيفًا أن بلاده لاحظت رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وانها تريد أن يجد العراقيون قيادة "مستعدة ألا تقصي أحدًا وأن تتقاسم السلطة".

وقال ساسة عراقيون بارزون من بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي لرويترز إن مسئولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي وذكروا أن الرسالة نقلت إلى المسئولين بلغة دبلوماسية.

ووصفت الاجتماعات الأخيرة بين المالكي والأمريكيين بالعصيبة وقال دبلوماسي غربي أطلعه أحد المشاركين في الاجتماعات على المناقشات التي دارت فيها إن دبلوماسيين أمريكيين أبلغوا المالكي أن عليه القبول بتخليه عن منصبه إذا عجز عن جمع أغلبية في البرلمان لولاية ثالثة.

وقال حليف وثيق الصلة بالمالكي إن الأخير يشعر بمرارة تجاه الأمريكيين في الأيام الأخيرة لامتناعهم عن منحه دعمًا عسكريًا قويًا في مواجهة تقدم المتشددين.

وأصبحت عشائر عراقية سنة تسيطر على المعبر الأردني.. وقال أحد أفراد عشيرة عراقية أن من المحتمل أن يسلم المعبر لمتشددين سيطروا على معبر على الطريق السريع بين دمشق وبغداد يوم الأحد في إشارة لـ"داعش".

وأضاف أنه يتفاوض مع تنظيم الدولة الإسلامية سعيًا لحقن الدماء وتسهيل مهمة موظفي المعبر، مضيفًا أن العشائر تلقت رسائل إيجابية من المتشددين.

وبغداد المحطة الثالثة في جولة كيري في عواصم الشرق الأوسط لتأكيد الخطر الذي يمثله المتشددون للمنطقة، كما حث حلفاء العراق على استغلال نفوذهم لإقناع بغداد بتوسيع نطاق الحكومة ودعا جيران العراق لتعزيز جهودهم لوقف تمويل المتشددين عبر الحدود.
الجريدة الرسمية