رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "فيتو" ترصد معاناة أهالي "جبل عز".. مهددون بالموت أسفل الأنقاض.. بيوتهم مأوى للثعابين.. حنفية مياه واحدة تخدم المنطقة.. والأطفال يبحثون عن طعامهم في تلال القمامة

فيتو

«جبل عز» واحدة من المناطق العشوائية على بعد أمتار من محطة مترو السيدة زينب، يحلم قاطنوها بحياة آدمية مثل غيرهم من المواطنين، الذين لا يبعدون عنهم سوى أمتار، فشتان بين هذه المنطقة المنعدمة وقاطنيها المهددين بالموت، وبين حياة أخرى تنعم بكل الخدمات.. ولا يفصل بين الاثنين سوى سلم مشاة. 

البداية من مدخل المنطقة وجدنا عددًا من الأطفال يلهون وسط تلال القمامة، وسيدات يصطففن أمام ماسورة مياه لملء «الجرادل»، وقلن لـ"فيتو" إن هذه الماسورة لا يوجد سواها بالمنطقة، وحينما تنقطع المياه يقمن بحمل أوعيتهن على رءوسهن لملء المياه من أسفل المنطقة. 

الموت المحقق
وأشار السكان إلى أنهم يعيشون وسط الثعابين والعقارب، في الوقت نفسه حياتهم مهددة بالموت لبعد المسافة بينهم وبين أقرب مستشفى بمسافة نحو 7 كيلو مترات، كما قالوا إنهم يعيشون أسفل منازل آيلة للسقوط.. متصدعة بها العديد والعديد من الشقوق بالأساسات، كما لا توجد أعمدة إنارة بالمنطقة مما يجعلها تعاني من ظلام دامس بعد أذان المغرب، الأمر الذي ساعد على انتشار السرقة والبلطجية بالمنطقة في ساعات الليل المتأخرة.

ظلت كاميرا "فيتو" ترصد المنطقة حتى التقينا بـ"هيثم عمار" شاب مصاب بكدمات، وبسؤاله عن سبب هذه الكدمات قال إنه يعيش بمنزل تصدعت جوانبه، وأثناء نزوله من أعلى سلالم منزله بالداخل سقطت به درجات السلم حتى أصيب بكدمات متفرقة بالجسم.

وأشار إلى أنه سبق أن أصيب والده بكسور، عندما سقط به سقف منزله المكون من الأعمدة الخشبية المتهالكة، وأكد عمار أنه مثل غيره من الشباب يحلم بالتعليم والالتحاق بالجامعة، ولكن لضاءلة المستوى المادي لدى قاطني المنطقة فهم لا يستطيعون أن يصرفوا على أبنائهم في المراحل التعليمية، والعكس فهم يعتمدون على أبنائهم في مصدر الدخل، فيقوم الأب بتعليم ابنه حرفة، لكي يستطيع من خلالها أن يتولى منزله حال عجز والده عن العمل. 

العقارب والثعابين 
قال عبد الرحيم محمود، عامل يومية، إن "جبل عز" من أخطر المناطق العشوائية نظرا لوجود عدد كبير من الحشرات الزاحفة القاتلة منها العقارب والثعابين، مضيفا أن شوارع الجبل غير منتظمة وبها العديد من المنحدرات التي أصابت العديد من قاطنى المنطقة أثناء سيرهم لاسيما كبار السن فهم عاجزون عن السير بالمنطقة من خطورة المنحدرات.

وأكد أن غالبية المنازل بالمنطقة مبنية من الطوب اللبن، الأمر الذي ساعد على انتشار العقارب والثعابين بالمنطقة، كما أشار عبد الرحيم إلى أنهم عاجوزن عن الاستنجاد بسيارات الإطفاء حال اندلاع أي حريق، نظرا لضيق الشوارع، وأكد أنهم يعتمدون على ماسورة المياه الموجودة بالمنطقة لإطفاء الحريق وحال عدم وجودها يلجئون للأتربة، الأمر الذي أهدر مسلتزمات الكثير من قاطنى المنطقة إثر الحرائق. 

مأساة طفل 
واستمرت كاميرا "فيتو" في جولتها بـ"جبل عز" حتى رصدت بعض الأطفال يلهون وسط تلال القمامة، بجوار الكلاب والقطط الضالة، ينتقون منها طعامهم، يقول تامر جاد أحد الأطفال إنه يبحث عن الطعام وسط تلال القمامة نظرًا لعجز والدته الأرملة عن إطعامه بعد وفاة والده الذي كان يعمل حرفيا، مثل عدد كبير من أطفال المنطقة.
الجريدة الرسمية