رئيس التحرير
عصام كامل

بور ....صعيد!


تنتفض بورسعيد وعندها ألف حق..ولما لا وهى المدينة الباسلة المقاتلة الصامدة المنتصرة..ومواجهة المعتدين الظالمين عادة قديمة جديدة..وهى هواية يعشقها أهل بورسعيد الشجعان الجدعان..


الذى يبدو جليا أن الكيل فاض بهم..فلا المنطقة الحرة ..حرة..وبذات الكفاءة القديمة..ولا الأموال تتدفق من العاصمة إلى هناك..ولا الخدمات كما كانت..ولا أهل الحكم الجديد العابر يعاملون المدينة الفاضلة الباسلة بما يليق..!

أما هناك فى جنوب مصر.. فالحال عكس الحال.. وربما عكسه تمامًا تمامًا.. فلا مظاهرة ولا احتجاجاً ولا غضباً ولا عصياناً.. اللهم إلا "عصيان" رجال الأمن المركزي!

ومن يقرأ و يشاهد أو يعرف ذلك..ربما يخيل إليه أن الأوضاع هناك على ما يرام..!! الا أن الحال بالصعيد أسوأ فى أفضل التقديرات..من بورسعيد عشر مرات كاملة..فلا خدمات..ولا فرص عمل..ولا مستوى معيشى جيداً..أو أقل من الجيد عند المتوسط العام من السكان..ولا السياحة فى حالتها..ولا مناطق أو منافذ أو أماكن للترفيه..فلا بحر ولا شاطئ ولا منتجعات..ومع ذلك..بل ورغم ذلك..فلا صوت اعتراض ولا احتجاجاً واحداً..بما يستدعى دراسة الحالة الصعيدية..فعلى حد علمنا..أن حالة التدين وانخفاض مستوى التعليم والثقافة السبب..لكن..لماذا ينحاز أيضًا قطاع كبير من المتعلمين هناك لنظام يفشل فى أداء أى شىء..وإن لم يأخذ الفرصة فقد ارتكب من الأخطاء ما يكفي...وكذب على الجميع بما يكفى ويكفي!

الفقر مدعاة للثورة أكثر من سواه..وكل شىء فى الصعيد يدعو للثورة..ولا ثورة على الإطلاق..وحتى تكتمل الصورة فى مصر..فنحن أمام حالة " بور..صعيد" وهى الحالة التى ستظل مصر فيها بحكم الإخوان..ومن غير حكمهم..وبالثورة عليهم ومن دون الثورة عليهم..وهى حالة نادرة جدًا..فى سلوك أى شعب على كوكب الأرض وعفانا الله وإياكم!.

الجريدة الرسمية