رئيس التحرير
عصام كامل

أنفاق الجيش


كان الخبر غريباً، وهو أن القوات المسلحة أغلقت الأنفاق بين مصر وغزة، والسبب هو تعمد الاصطدام بسيارة عسكرية خلال مطاردتها لمهربين. والأغرب طبقاً لما نشرته جريدة المصرى اليوم أن قوات الجيش قبضت على السائق ولكنها أخلت سبيله بعد تجمهر عائلته. وبعدها أغرقت قوات الجيش الأنفاق بمياه صرف صحي.


فما معنى هذا؟

قبل الإجابة لابد من التأكيد على أننى لم أقرأ رداً من القوات المسلحة ولا من المتحدث الرسمى باسمها، وهذا يعنى ضمنياً أن الخبر صحيح، وأنهم يريدون تمريره للرأى العام. وفى كل الأحوال فالدلالات والاستنتاجات كلها خطيرة.

صحيح أننى أتمنى أن تكون مخطئة، ولكن لا يمكننى إلا أن أطرحها على نفسى وعلى القارئ الكريم.
 
* هناك قرار سياسى باستمرار الأنفاق، والقرار بالطبع من التنظيم السرى للإخوان والرئيس مرسى الذى ينتمى إليه.. فلماذا الإبقاء عليها حتى الآن؟

* ما حرك قوات الجيش كان الانتقام من التعرض لسيارة، والانتقام من تجمهر أسرة أو عائلة السائق المهرب، ولكن ليس بالقبض عليه، ولكن بقطع مصدر رزقهم الحرام وهو التهريب.

فما الذى يحدث فى سيناء بالضبط ولماذا لا تكون هناك شفافية؟

السؤال منطقي، إذا أضفت إليه الكثير والكثير من الألغاز منها:

* ما النتائج التى توصلت إليها التحقيقات فى استشهاد جنودنا فى شهر رمضان الماضي، فالرئيس قال وقتها أن القصاص سيكون فى اليوم التالي. ومر هذا اليوم ومن بعده شهور ولم يحدث أى شىء.

* ما نوعية الاتفاقات التى تمت مع الجماعات الجهادية المسلحة والتى كانت تسيطر وما زالت على سيناء، فهل هناك قرار سياسى بوقف عمليات القبض عليهم ومطاردتهم وإنهاء نفوذهم من قبل الجيش؟

* إذا كانت المعابر مفتوحة بين غزة وسيناء، فما هى ضرورة الأنفاق، ومن المستفيد منها هناك فى غزة وهنا فى مصر. ولا أقصد فقط الصغار ولكن أيضاً الكبار فى الجانبين؟

* أم أن الإبقاء عليها له أسباب أخرى، هل منها تهريب الأسلحة والإرهابيين؟

هل هذه الأسئلة سيكون لها إجابات فى ظل دولة الإخوان؟

لا أظن.

الجريدة الرسمية