رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان "باليورو" اليومين دول..!


الإخوان المجرمون دائما يحاولون تطويع كل شيء لمصالحهم، تطبيقا لمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ربما لا يعرف الكثير منا سوى الأسماء التي تظهر في الإعلام من قيادات الإخوان، إلا أنهم منظمون لدرجة أن أخطرهم لا يظهر إعلاميا، وفى آخر دراسة لأحد المراكز الأوربية عن الإخوان بعد 30 يونيو، أظهرت هذه الدراسة أن نحو 13 ألفا لجأوا سياسيا إلى أوربا، وكان ذلك بعد فض بؤرة رابعة الإجرامية، والأغلبية من هؤلاء في بريطانيا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا واليونان والنمسا.

والمعروف أن هذه الدول تعطى للفرد 1200 يورو شهريا، ومن هنا يجب علينا أن نتذكر الذين تركوا مصر في الستينيات، وكيف أصبحوا أصحاب مليارات، فمثلا يتردد أن إبراهيم منير الإخواني الذي يعيش في لندن شريك ثالث أكبر رجال أعمال ألمانيا والنمسا، وبالتالى لا بد أن ندرك أن رأس مال الإخوان المجرمين الموجود في اقتصاد هذه الدول هو أساس أسباب الاحتفاظ بهم والعمل على الاستفادة منهم بعيدا عن أي شيء آخر، خاصة لو أننا عرفنا أن هؤلاء يحصلون على جنسية البلد التي يقيمون فيها، ويستفيدون من كل امتيازات المواطن الأوربى، والأمر الذي أتمنى أن يفكر كل ذى عقل في المليارات التي يتعامل بها الإخوان المجرمين من أين ومن المستفيد؟

الإخوانى البسيط المسكين الذي يتبرع في مصر لا يعرف أين تصرف أمواله وليس له الحق في مجرد السؤال، نصل إلى أن طريق الإخوان طريق سهل ومربح لقياداته الذين يعيشون كالملوك في أوربا وأمريكا، ويتاجرون بالغلابة للأسف الشديد، ولهذا لا غرابة في كثرة السفر لزيارة التنظيم الدولى من عبد المنعم أبو الفتوح الأسبوع الماضى بألمانيا وغيرها، ولا يمكن التعجب عندما نعرف أن معظم قيادات الإخوان يحملون جنسية غربية، مثلا أبو الفتوح أبناؤه بين إنجلترا وقطر، والمعزول أمريكا، والقرضاوى أبناؤه بين قطر وكندا وأمريكا وأوربا، وبالرغم من هذا لا يستحون.

فمثلا ابن المعزول "حشاش" ويرفع علامة رابعة الماسونية من داخل القفص بعد اتهامه في قضية تعاطى الحشيش، إنهم لا يستحون ولا يشعرون، وكأنهم في عالم افتراضى، فهم الذين ما زالوا يبشرون بعودة المعزول والنصر القادم، بالرغم من ساعة الزمن لا تعود للوراء، وأن خريطة المستقبل تسير بخطوات ثابتة، وكل الأشياء تتقدم؛ سواء الأمن أو الإحساس بأن غدا أفضل بإذن الله.

ولا أعرف لماذا تذكرت قصة د. حمدي السيد، العالم الفذ الذي خدم مصر في كل المجالات؛ الطبية والنقابية والسياسية، وهذا الرجل له قصة تروى لكل الأجيال، عندما حصل على نهائي الطب أرسلته مصر لإنجلترا للحصول على الدكتوراه، وكان يزامله د. مجدى يعقوب، وكان واضحا لكل ذى عينين أن كلاهما عبقرى، فما كان من الإنجليز إلا أن عرضا عليهما البقاء والتجنس بالجنسية الإنجليزية، ورأى مجدي يعقوب البقاء ولكن كان للشاب حمدى السيد رأى آخر، وهو أن لمصر دينا وحقا عليه لا بد من تسديده أولا، ثم يفكر إذا كان يمكنه العودة إلى إنجلترا أم لا.

هذا نموذج لا أعرف لماذا تذكرته وأنا أكتب عن المجرمين الذين عاشوا يتاجرون بالدين وهم أهل دنيا، وبملياراتهم التي لم نرَ مليما واحدا ينفق في مشروع لأبناء الوطن، ولكن كل المليارات في حساباتهم الشخصية وقيادات العصابة فقط، الغريب أن الكثير من هؤلاء لم يفكر في العودة لمصر حتى عندما أعطاهم السادات الأمان، أو الأمان الذين عاشوا فيه مع مبارك وتضخمت ملياراتهم، ولكنهم دائما مثل اليهود يشكون الاضطهاد، وكلاهما وباء في جسد البشرية حان الوقت لاستئصاله تماما.

وقبل أن أنهى لا بد من الإشارة إلى أن د. مجدى يعقوب عاد من أجل تسديد دين وحق مصر عليه، الذي لم يدفعه في شبابه مثل د. حمدى السيد، وهذا يرسم صورة إلى أبناء مصر، والذين يشعرون بالدين دائما تجاه وطنهم مصر، وبين فلول الإخوان المجرمين الذين لا يشعرون مطلقا بالوطن وأن مصر مجرد حفنة من الطين.
الجريدة الرسمية