رئيس التحرير
عصام كامل

«القصر العيني» ليس وحده!


إذا كان مستشفى قصر العيني بهذا السوء والإهمال.. فماذا عن المستشفيات الأخري وخاصة الحكومية منها! الحكومة ملزمة طبقا للدستور بعلاج المواطنين وتقديم الخدمة الصحية لهم. ولكن واقع الحال يقول إن الأداء في جميع المستشفيات حتى الخاص منها سييء جدا.. وأن هناك قرى ومراكز ومدنا بلا خدمات صحية أصلا!

وحتى المستشفيات الكبيرة بها قصور واضح في أقسام الطوارئ والعناية المركزة وأحيانا كثيرة ترفض استقبال المرضي والحالات الحرجة.. ناهيك عن الارتفاع الباهظ في الأسعار وأجور الأطباء والأدوية!

لقد أمر رئيس الوزراء محلب بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري في الإهمال الجسيم الذي شهده خلال زيارته المفاجئة لأقسام مستشفى قصر العيني -والمفترض فيه كمستشفي تعليمي أن يكون على مستوي عال من الكفاءة- ولكن محلب اكتشف التقصير الشديد في أداء الخدمة الصحية للمرضي.. بل عدم الاعتناء بهم!!

وفي اعتقادي لو تفقد رئيس الوزراء أي مستشفى في مصر سيكتشف نفس الإهمال والفوضي واللامبالاة بالمرضي وسيأمر بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري.. هكذا حال مستشفياتنا لأننا أهملناها.. وتركنا قياداتها يعبثون بها فسادا دون متابعة أو عقاب رادع لهم!
لذلك ليس غريبا أن نجد نصف سكان مصر مرضي - بكل أنواع الأمراض.. وهذا بلا شك- يؤثر على الإنتاجية والعمل والاقتصاد وتقدم أي بلد! 

إن حكومة محلب لو نجحت فقط في تحسين أداء الخدمات وعودة الأمن والانضباط للشارع وتطبيق القانون سوف نصفق لها.. أما أن نتوقع منها إحداث تغيير ونقلة كبيرة لتأخذنا إلى المستقبل والتقدم فهذا صعب المنال ويحتاج إلى عقول أخرى غير تقليدي أظنها غير متوفرة بالقدر الكافى في هذه الحكومة حتى لو بدأت عملها الساعة السابعة صباحا.. فالمهم «المنتج» النهائي.. والقدرة على تشغيل الموظفين والاستفادة من طاقتهم وقدراتهم وتحويل كل عامل غير منتج إلى عامل منتج.. وقبل ذلك إعادة تشغيل المصانع المتوقفة.. ودوران عجلة الإنتاج في كل مصانعنا وشركاتنا ومؤسساتنا..

إن نجاح أي حكومة يتوقف على مدي ما يشعر به الناس من تحسن في أحوالهم المعيشية وكل نواحي الحياة.. ودون ذلك إنسي!!
الجريدة الرسمية