رئيس التحرير
عصام كامل

الخارجية الأمريكية تكشف عن وثائق سرية: واشنطن تتخلي عن دعم الأنظمة المستقرة من أجل «الإخوان».. مؤتمرات ولقاءات لدعم الإسلاميين في الشرق الأوسط.. والولايات المتحدة ساندت «إخوان ليبيا

وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري

أفرجت وزارة الخارجية الأمريكية عن المستندات التي تركز على «أوجه التفاهم» بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان في أوقات مختلفة من عمر العلاقة بين الجانبين.


تمكن موقع «موجز الشرق الأوسط» الأمريكي، من الحصول على المستندات، تحت قانون «حرية الحصول على المعلومات»، وكشفت المستندات عن تغير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عام 2010، واتجاهها لدعم الجماعات الإسلامية كجماعة «الإخوان » بدلا من دعم الأنظمة المستقرة في المنطقة.

وبحسب الموقع، احتفظت إدارتان أمريكيتان، على مدى العقدين الماضيين، بـ«علاقات وثيقة» مع جماعة الإخوان، في مصر وتونس وسوريا وليبيا.

دعم حركات الإسلام السياسي

وأشار الموقع إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أجرت تقييما لجماعة للإخوان في عامي 2010 و2011 قبل بدء الربيع العربي، في تونس ومصر، وأصدر «أوباما» تقرير «توجيهات الدراسة الرئاسية» (بي اس دي 11)، في 2010، طالبًا تقييمًا لجماعة الإخوان وحركات الإسلام السياسي الأخرى، بما في ذلك الحزب الحاكم في تركيا، حزب العدالة والتنمية.

وأسفرت تلك التحقيقات عن أنه على الولايات المتحدة تغيير سياستها التي اعتمدت لأمد بعيد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والابتعاد عن سياسة دعم الأنظمة المستقرة، بغض النظر عما إذا كانت ديكتاتوريةً أم لا، والتحول نحو سياسة دعم حركات الإسلام السياسي التي وصفتها بـ«المعتدلة» في المنطقة.

إخوان ليبيا والإدراة الأمريكية

ويري الموقع أن الوثائق تكشف عن «نظرة ساذجة» من الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبموجب قانون «حرية الحصول على المعلومات»، سترفع السرية عن بعض الملفات لوزارة الخارجية التي تكشف التواصل المستمر بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان في ليبيا.

ولفت الموقع إلى تنظيم مسئولون أمريكيون زيارة لمدير العلاقات العامة في الإخوان، محمد قاير لواشنطن في أبريل 2011 لإلقاء كلمة في مؤتمر «الإسلاميون في السلطة» والذي استضافته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.

وذكر أحد التقارير المصنف بـ«السري»، تحت عنوان «لقاء بعثة بنغازي مع جماعة الإخوان في ليبيا»، أنه «في 2 أبريل 2012، التقت (بعثة بنغازي) مع عضو بارز في اللجنة التوجيهية لجماعة الإخوان، والتي ستلقي كلمةً في الخامس من أبريل في مؤتمر (الإسلاميون في السلطة)، والذي تستضيفه مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، في العاصمة واشنطن، ووصف هذا العضو قرار جماعة الإخوان بإنشاء حزبي سياسي بـ (الفرصة والواجب) في ليبيا ما بعد الثورة، بعد سنوات من العمل في الخفاء».

وتصرّح الوثيقة بأنه كان من المرجح جدًا لحزب "العدالة والبناء" التابع لجماعة الإخوان، تبعًا للعضو البارز الذي التقته البعثة، أن يؤمِّن لنفسه ظهورًا قويًا في الانتخابات المقبلة، بناءً على قوة شبكة الجماعة في ليبيا، والدعم الواسع الذي تتلقاه، وحقيقة كونها حزبًا وطنيًا خالصًا، وأن 25% من أعضاء حزبها من النساء، فيما وصف العضو العلاقة الحالية بين الجماعة والمجلس الوطني بـ "الفاترة".

تعاطف واشنطن مع الإخوان

ومن بين الوثائق وثيقة أخرى، لحديث نائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز، مع قيادي الإخوان محمد صوان، وكان رئيسا لحزب العدالة والبناء التابع للجماعة، وتم حجب المعلومات بالوثيقة التي تشير بقوة إلى تعاطف واشنطن مع «إخوان ليبيا» وظهورهم قوة سياسية في مرحلة ما بعد القذافي، وكان الاجتماع في 14 يوليو وحضره السفير كريستوفر ستيفنز الذي قتل في 11 سبتمبر عام 2011.

لقاء سفراء أوربا مع زعيم الإخوان الليبي

وكشفت وثيقة أخرى عن لقاء صوان في مكتبه بطرابلس سفراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا لشرح موقف الحزب من الأحداث في ليبيا ومن الحكومة، وحضر الاجتماع مسئول العلاقات بالحزب محمد طالب ووحسام نايلي واعتبر صوان أن الحكومة فشلت في تحقيق إنجاز بالملفات المهمة أدي إلى انعدام الأمن، وقدر السفراء الدور الفعال للحزب في المشهد السياسي وأكدوا وقوفهم مع الشعب الليبي والحكومة رغم نقاط الضعف وأنهم يرغبون في إقامة توازن في المنطقة وأكدوا تعاونهم مع الكيانات المشروعة في ليبيا.

وأوضح الموقع أن بعض المصادر كشفت له أن الحكومة الأمريكية غيرت سياستها لصالح الإخوان ما يزيد عن عقد من الزمن.

وأعد البيت الأبيض وثيقة في 16 فبراير لعام 2011 شارك في وضعها دينيس روس وسامانثا باور وجايل سميث، أفادت أن الإخوان لديهم اختلافات أيدلوجية كبيرة مع القاعدة، ويجب على السياسة الأمريكية التميز بين القاعدة والإخوان والتأقلم مع التغيير الذي يجري في الشرق الوسط وشمال أفريقيا.
الجريدة الرسمية