رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.."مؤتمر العرب والولايات المتحدة": واشنطن تعاملت بـ"براجماتية" مع الثورات العربية.. سياسة البيت الأبيض أضرت بمصالح أمريكا والقضية الفلسطينية.. انتصار بشار الأسد فوز لحزب الله بلبنان

فيتو

ناقش مؤتمر "العرب والولايات المتحدة الأمريكية" المصالح والمخاوف والاهتمامات في بيئة متغيرة، الذي عقد في الدوحة في جلسة نقاش مفتوحة شارك فيها 50 باحثا من مراكز أبحاث عربية وأمريكية وأوربية، تناول فيها إشكاليات علاقة العرب بالولايات المتحدة ومواضع التنافر والتلاقي بين المصالح العربية والأمريكية.


وأعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في ختام المؤتمر أمس عن تدشين مكتب فرعي له في واشنطن لكي يساهم في تعزيز الدراسات العربية عن الولايات المتحدة الأمريكية والتواصل مع مراكز الأبحاث الأمريكية.

القضايا الأشكالية العربية – الأمريكية

وركز المؤتمر حول القضايا الإشكالية في العلاقات العربية الأمريكية ومن بينها القضية الفلسطينية والعراق، وقدم الباحث مروان بشارة في ورقة البحث التي قدمها خلال جلسة المؤتمر أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه فلسطين ركزت على استراتيجية على أساس الموازنة بين سياستها الداخلية واعتبارات الأمن القومي في الشرق الأوسط وهو الأمر الذي أضر بمصالح واشنطن ومصالح الفلسطينيين.

أوباما مارس ضغوطا غير مسبوقة في الملف الفلسطيني

بينما رأي الباحث أسامة أبو راشيد إن إدارة باراك أوباما مارست ضغوطا غير مسبوقة على إسرائيل في القضية الفلسطينية ويرجع ذلك لخلفية أوباما الفكرية والتاريخية والسياسية، ورغبة أوباما في تحقيق إنجاز فيما فشل فيه الرؤساء الأمريكيين السابقين، وأيضا معرفة الاستخبارات العسكرية الأمريكية ودوائر صنع القرار السياسي أن الصراع العربي الإسرائيلي سيؤثر على الطرفين سلبا ويضر بالأمن القومي الأمريكي، وحلفاء إسرائيل في واشنطن تصعب الأمر على إدارة أوباما في إنجاز تسوية للصراع طويل الأمد قبل أن يرحل أوباما.

سياسة واشنطن دفاعية أو ردة فعل في المنطقة

واستعرض المؤتمر المقاربات الأمريكية تجاه الثورات العربية ورأي الباحث الأمريكي ديفيد بولوك أن تأثير الولايات المتحدة محدود في المنطقة على الرغم من انتشار فكرة المؤامرة، فواشنطن سعت للحفاظ على هدوء الدول العربية التي لم يشملها الربيع العربي، وقدمت واشنطن مساعدات اقتصادية ودبلوماسية لدول المنطقة، وكانت السياسة الأمريكية دائما ردة فعل أو دفاعية في المنطقة.

وأضاف بولوك أن السياسة الأمريكية تطورت بشكل متناقض ومن أبرز التناقضات التوتر بين المثاليات والمصالح مثل الوضع في سوريا أخذ في الحسبان المثاليات الإنسانية والجوانب الاستراتيجية والتفاعل مع السلطات التركية والكردية والعراقية ومع إيران وفي مصر انتقلت السياسة الأمريكية من التركيز على مبادئ الديمقراطية لإعلان دعمها للثورة ضد مبارك وأحداث يوليو عام 2013.

الولايات المتحدة تكيفت مع تغيرات الشرق الأوسط

وقارن الباحث غسان العزي السياسة الأمريكية تجاه التحول الديمقراطي في أوربا الشرقية في التسعينيات وحالة العالم العربي في عام 2011، ورأي أن واشنطن تعاملت ببراجماتية مفرطة في الثورات العربية وتكيفت مع التغيرات مثلما حدث في مصر تكيفت مع حكم الإخوان المسلمين ثم مع نتائج ما حدث ضد الإخوان ولم تتعامل مع الموضوع على أساس أنّه تحول ديمقراطي ينبغي دعمه ورعايته بهدف تعزيزه لاحقا كما سبق وفعلت مع التحول في أوربا الشرقية السابقة، وكان أسباب ذلك عديدة؛ منها المصلحة الإسرائيلية، والظروف الدولية والداخلية الأمريكية المختلفة ما بين حقبتَي الرئيسين ريغان وأوباما. هناك أيضًا أسباب تعود إلى المجتمعات العربية التي تتصارع فيها النماذج الإسلامية، والعلمانية، والقومية وغيرها، في حين أنّ المجتمعات الأوربية الشرقية كانت تتطلّع إلى النموذج الغربي، ووجدت من يساعدها على انتهاجه.

وفيما يتعلق بالشأن السوري قال الباحث رضوان زيادة إن واشنطن ترغب في إنهاء نظام الأسد لأن انتصاره يعني انتصارا لحزب الله وإيران، وفي نفس الوقت لا تريد انتصار المعارضة عسكريا وترغب في انتقال سياسي دون الأسد ودون تدخل عسكري.
الجريدة الرسمية