رئيس التحرير
عصام كامل

مبادرة صلح بين الأهلي والمصري برعاية «السيسي».. وزير الرياضة يعلن دعم المشير لحل خلافات الناديين.. الشارع يرحب بحل الأزمة.. الرياضيون يطالبون بتدخل شيخ الأزهر.. وأهالي الشهداء: لا تصالح في ا

مجزرة بورسعيد - صورة
مجزرة بورسعيد - صورة أرشيفية

جاءت تصريحات المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة صباح اليوم، والتي أكد خلالها أنه سيبدأ خطوات المصالحة بين ناديي الأهلي والمصرى خلال الفترة القليلة المقبلة تنفيذًا لتوجيهات عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال الجلسة التي جمعته معهما صباح اليوم الثلاثاء، لتخلق حالة من الارتياح بين الجماهير المصرية ونجوم الوسط الرياضي في مصر لوضع حد لأكبر الجرائم بشاعة في تاريخ الرياضة المصرية والتي نتج عنها استشهاد 74 من مشجعي النادي الأهلي.


وأشار عبد العزيز إلى أن الفترة الماضية شهدت عقد جلسات مع مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود طاهر ومجلس إدارة المصرى برئاسة ياسر يحيى لتقريب وجهات نظر والقضاء على أي خلافات قديمة قد تعكر بدورها على صفو الوسط الرياضي خلال الفترة المقبلة.

كان مجلس إدارة الأهلي السابق برئاسة حسن حمدي قرر مقاطعة بورسعيد لمدة خمس سنوات عقب وقوع أحداث مباراة الفريق أمام المصرى والتي راح ضحيتها 72 عضوًا من الجماهير الحمراء.

وفور إعلان وزير الشباب والرياضة عن المبادرة التي يتبناها رئيس الجمهورية بما يمتلكه من شعبية في الشارع المصري قد تساهم في حل تلك الأزمة، لتتباين ردود أفعال الرياضيين حول آلية تنفيذ مبادرة الصلح والقضاء على الخلاف بين الجمهورين الكبيرين.

واتفق عدد من الرياضيين أن الأمر لن ينتهى في يوم وليلة، مؤكدين أن الأمر سيأخذ وقتا طويلا لإذابة جبال الجليد بين الطرفين، إلا أنهم طالبوا بسرعة البدء في اتخاذ خطوات نحو الصلح بين الطرفين، مطالبين بتدخل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لدعم الصلح وإنهاء الاحتقان، حيث أكدوا أن رجال الدين قادرون على حل الأزمة بصحبة المشير عبد الفتاح السيسي عن طريق عقد لقاء موسع بين قيادات الجماهيرين وكابوهات ألتراس أهلاوي وجرين إيجلز، وأسر الشهداء ووضع بنود لاتفاقية صلح يتم تنفيذها تحت رعاية رئيس الجمهورية.

ومن جانبه، أكد محمد عبد الوهاب عضو مجلس إدارة النادي الأهلي ترحيبه بالصلح مع جماهير الفريق البورسعيدي، إلا أنه اشترط الحصول على موافقة أهالي الشهداء وقيادات ألتراس أهلاوي، مضيفًا بأنهم الطرف الأساسي في القضية، كما طالب عضو مجلس إدارة القلعة الحمراء بمعاقبة المخطئ وإعادة الحق لأصحابه قبل الصلح بين الجمهورين.

فيما رحب ياسر يحيى، رئيس النادي المصرى، بالصلح مع ألتراس أهلاوي مؤكدا أنه طالب مرارًا وتكرارًا بتدخل المشير عبدالفتاح السيسي لتبني مصالحة مع جماهير النادي الأهلي وأسر شهدائه للقضاء على الخصومة حرصا على مصلحة الرياضة المصرية، مؤكدًا أن السيسي هو الوحيد القادر على حل مثل هذه الأزمات ولم شمل الجميع وتحقيق المصالحة التي لم يستطع أحد حتى الآن نبذ الخلافات، كاشفًا أن إدارة النادي البورسعيدى تباحثت مع خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لوضع آليات للقضاء على الخلافات بين الناديين وتحقيق المصالحة.

فيما طالب الإعلامي أحمد شوبير الحكومة المصرية بعدم السعى لعقد مبادرة صلح بين جماهير النادي الأهلي والنادي المصري مؤكدا أن المصالحة لن تنجح بسبب عدم القدرة على السيطرة على الألتراس في الناديين وهو ما وضح في بيان ألتراس الأهلي بعد الاستجابة للصلح لأنه بطعم الدم، مؤكدا أنه قانون شغب الملاعب هو الحل الوحيد لإنهاء حالة الاحتقان ضاربا المثل بما حدث في إنجلترا وكيفية القضاء على المشجعين الأكثر تعصبًا في العالم "الهوليجانز".

فيما رفض أهالي الشهداء المبادرة شكلًا ومضمونًا، حيث أكدت والدة الشهيد أحمد زكريا رفضها للمصالحة مع من قتل ابنها ولم يُقتص منه، مضيفة بأنها فقدت أغلى شيء لديها وأنها ستسعى للقصاص ممن قتل ابنها والحصول على حقه حتى ولو بعد 100 عام.

وفي نفس السياق، جدد والد الشهيد محمد سيد كشرى رفضه للمبادرة مؤكدًا أنه ينتظر حكم القضاء أولًا حتى يقوم بعدها بتحديد موقفه مشيرًا إلى أنه لا مصالحة مع الدم إلا بعد إعدام القتلة.

كما رفض والد الشهيد عبد الرحمن مجرد الحديث حول هذه المبادرة مؤكدا أنه يطالب كل الجهات المسئولة بالابتعاد عنهم وعن قضيتهم حتى ينتهي القضاء من حكمه، وأنهم مستمرون في متابعة قضية أبنائهم الذين قتلوا غدرًا والسعي للقصاص لهم ممن قتلهم.

فيما أكد والد الشهيد أسامة مصطفى أن الحديث في الأمر استهزاء بأهالي الشهداء وبأبنائهم الذين حرموا منهم في عز شبابهم مضيفًا أنه لن يتصالح مع بورسعيد ولا مع قتلة ابنه حتى آخر يوم في عمره مضيفا بأن بعض أسر الشهداء ضعفوا أمام إغراءات رجال الأعمال، معلنا رفضه التفاوض على مبادرة الصلح من الأساس.
الجريدة الرسمية