لا جديد.. في حكومة محلب!
تشكيل الحكومات في مصر لم يطرأ عليه أي تغيير حتى بعد ثورة يناير.. ومازلنا نفتقد رئيس الوزراء السياسي.. والوزير السياسي.. والوزير المبدع!!
فالمكلف بتشكيل الحكومة الجديدة يتبع تقريبا نفس أسلوب ما قبله في اختيار الوزراء.. ولا يحاول أن يخرج على نفس المنهج ودائرة الاختيار الروتينية والتي يغلب عليها اختيار وزراء معظمهم من كبار الموظفين من نفس القطاع!!
ربما يكون التغيير فقط في هيكل وشكل الوزارة فمثلا إذا كانت وزارة التعليم العالي تضم معها وزارة البحث العلمي فإن أول ما يفكر فيه رئيس الوزراء الجديد المكلف.. هو تفكيكها.. أو العكس فإذا كانت الوزارة مفككة أي هناك وزارة للتعليم العالي وأخري للبحث العلمي فإنه يقوم على الفور بدمجهما في وزارة واحدة يكون قد عمل شيئا جديدا.. بينما الحقيقة هو التخبط بعينه!!
وللأسف هذا ما قام به المهندس محلب في تشكيل الوزارة الجديدة التي حلفت اليمين صباح اليوم أمام الرئيس السيسي فقد قام بفصل عدد من الوزارات دون أن يشرح للرأي العام لماذا لجأ إلى الفصل.. أو إلى الدمج وما هي الاستفادة التي ستعود على المجتمع من هذا أو ذاك!
محلب أيضا ألغي وزارة الإعلام وهذا يتفق بلاشك مع القانون والدستور.. ولكن هل أوجد البديل وما هو! ولماذا استحدث وزارة للعشوائيات.. وهل ستتعارض مع عمل وزارتي الإسكان والتنمية المحلية!! ولماذا أبقي على ٢٠ وزارة.. ولماذا كان التغيير في ١٣ وزارة فقط بعضها لم يستمر وزراؤها سوي ثلاثة شهور.. وهي التي تتغير مع كل وزارة!
ولماذا أتي بوزير للنقل من خارج القطاع وليس لديه الخبرات التي تقوده للنجاح في مجالات الطرق والموانئ ومترو الأنفاق والسكة الحديد! هل تم اختيار الوزراء على أساس الكفاءة والخبرة أم على أساس الثقة والمعرفة والوظيفة! وهل يكفي لاختيار وزير الاستثمار إنه كان موظفا بإحدي قطاعات الاستثمار.. ولماذا تجاهل شخصيات أخرى أكثر قدرة وكفاءة وخبرة!.
كيف يتم الإبقاء على وزراء الاتصالات والسياحة والتنمية المحلية والصناعة والتربية والتعليم وقد ثبت فشلهم تماما ولم يحققوا أي إنجاز على الأرض سوي الكلام والكلام فقط! المدهش كذلك هو اختيار الدكتور خالد فهمي وزيرا للبيئة وهو من كان يشغل هذا الموقع في عهد الإخوان.. سبحان الله. وهل لا يوجد غيره في هذا البلد!
بصراحة.. ما زال اختيار الوزراء يتم بطريقة تقليدية عشوائية بيروقراطية تكنقراطية.. لذلك لا تتوقعوا أعمالا وأفكارا وإنجازات غير تقليدية.. كنا نأمل أن نري رئيس وزراء جديدا.. ووزراء جددا نراهم لأول مرة.. مع أول حكومة تشكل في عهد السيسي ولكن للآسف لم يتحقق والسؤال متي يتحقق ذلك؟.
