رئيس التحرير
عصام كامل

المعركة الأخطر..!!


آن الآوان لنستعد فورًا للمعركة الأخطر.. معركة البرلمان وأن نطوي صفحة الإخوان دون أن نغفل ضرورة اجتثاث جذور الإرهاب وما بقي من فلوله هنا وهناك في الداخل والخارج.. آن الآوان ليواصل الأزهر والكنيسة دورهما في دحض الفكر المتطرف.. آن الآوان للإعلام بأن ينهض برسالته في التوعية والتنوير بواجبات الوقت، وإعطاء المتلقين ما يحتاجونه لا ما يحبونه وأن تكون أولويات الوطن هي الحاضر فيما يقدم أو يترك.

التنمية ومحاربة الفقر والحفاظ على استقلال القرار الوطني، واستنهاض الهمم، وإصلاح ما أفسدته العهود السابقة.. أولويات طرحها الرئيس السيسي في خطابه.. وقد كان الرجل جادًا منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها ترشحه للرئاسة.. كان واضحًا مباشرًا، حين قال إن العمل ولا شيء غيره هو كلمة السر في عبورنا للأزمة الاقتصادية الطاحنة.. العمل يعني ترتيب الأولويات، والكف عن الجدل وإغراق البلاد في قضايا خلافية تصطنعها النخبة أحيانًا ويختلقها أصحاب الأجندات الخاصة أو الخارجية الذين لا يرجون لمصر قيامًا.. ويودون إرهاقها واستنزافها وهدمها مثلما جرى في السنوات الثلاث العجاف الماضية.

العمل ضمانة النجاح.. الكل لابد أن يعمل ويتعاون ويتكاتف خلف راية الوطن.. نختلف حول كيفية بناء هذا الوطن ولا نختلف عليه كما قال الرئيس السيسي في خطابه..

ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أنه لن ترضي عنا دول الشر والتآمر صاحبة مشروع "التقسيم والهدم" حتى تحقق أهدافها.. سوف تهادن وسوف تناور.. لكنها لن تنسي.. ويجب ألا ننسي نحن أيضًا أهدافنا، وأن نحرص على وحدة الصف والموقف والوجهة.. نمارس النقد الهادف.. لا التجريح والتشويه.. نمارس الحرية بضوابطها.. لا أن نجعل من التظاهر والهجوم على مؤسسات الدولة هدفا لممارسة حرية الرأي والتعبير.

يجب أن نرتقي لمواقف أشقائنا العرب.. وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، الذي قدم نموذجًا رائعًا في المساندة والدعم لمصر.. نموذجًا ينبغي أن يدرس للأجيال القادمة في التضامن العربي.. فمنذ اللحظة الأولى نهض الملك عبد الله بن عبد العزيز لمساندة 30 يونيو ثم أصدر قرارًا بحظر جماعة الإخوان وتجريم تمويلها والتعاون معها، ثم واصلت الدبلوماسية السعودية جهودها الناجحة لنقل صورة حقيقية لما يجري في مصر للعالم، وأنه ثورة شعبية وليس انقلابًا كما يروج الأفاكون.. ثم جاءت برقيته لتهنئة السيسي بالرئاسة نموذجًا أكثر قوة ومساندة.. حيث دعا لمؤتمر اقتصادي لدعم مصر وقال عبارته المشهورة: "ليعِ كل منا أن من يتخاذل اليوم عن أداء الواجب، وهو قادر مقتدر بفضل الله فإنه لا مكان له غدًا بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات".. 

مناشدًا الأصدقاء والأشقاء النأي بأنفسهم عن التدخل في شئون مصر، مؤكدًا أن المساس بها مساس بالإسلام والعروبة ثم وجه نصيحته للرئيس السيسي قائلًا: ليكنْ صدرك رحبًا فسيحًا وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء وترهيب الآمنين.. نعم آن الآوان لكل هذا.
الجريدة الرسمية