رئيس التحرير
عصام كامل

جندي أمريكي يفضح دور بلاده في العراق: واشنطن كانت على علم بقمع المعارضة وتحكمت في الإعلام وضللت الجماهير.. تأخر أوباما تسبب في إرسال قوات لسوريا ووراء تقدم «داعش»..والمجند متهم بتسريب وثائق

برادلي مانينج الجندي
برادلي مانينج الجندي السابق بالجيش الأمريكي


نشر برادلي مانينج، الجندي السابق بالجيش الأمريكي، مقالا بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين روى فيه قصة اختفائه عن الأنظار بعد أن حكم عليه بالسجن 35 عاما لتسريبه وثائق لموقع "ويكليكس"، يصل عددها إلى 750 ألف صفحة.


ماكينة ضباب

واتهم "مانينج"، الولايات المتحدة بالكذب بشأن العراق في مقاله الذي نشر تحت عنوان "ماكينة الضباب والحرب"، مشيرا إلى عدم نشر وسائل الإعلام الأمريكية الحقيقة بشأن الفوضي والفساد الذي ساد في العراق وأفغانستان.

وأضاف "مانينج" أنه كان يرغب أن يبقي بقية حياته كامرأة وأطلق على نفسه اسم "تشيلسي" بعد الحكم عليه بالسجن 35 عامًا، وبرأته المحكمة من أخطر التهم ضده وهي مساعدة العدو، متابعًا: "الحرب الطائفية انفجرت في العراق وتفكر واشنطن مجددا أن تدخل هناك، ما يثير سؤال ملحا عن كيفية سيطرة الجيش الأمريكي على التغطية الإعلامية خلال تورط الولايات المتحدة في العراق وافغانستان".

قيود مفروضة وتكتم شديد

ويرى الجندي الأمريكي سابقًا أن القيود المفروضة على وسائل الإعلام والتكتم الشديد يجعلان من المستحيل استيعاب المواطن الأمريكي ما يحدث في الحرب التي تمولها بلاده وأشار إلى الانتخابات العراقية وتغطية الإعلام الأمريكي لها ونشر صور للنساء وأصابعها بها الحبر بحجة إبراز وجود عملية الديمقراطية، للإيحاء بالنجاح الضمني للقوات الأمريكية في العراق؛ "لكن جميع الأمريكيين على علم تام بأن الحقيقة هناك أكثر تعقيدًا".

أمريكا ترعى القمع

وكشف مانينج عن تلقى الإدارة الأمريكية تقارير باستمرار وبالتفصيل عن عمليات القمع ضد المعارضة في العراق، وتورط الجيش الأمريكي في الفساد بتلك الأنتخابات، وغض الإعلام بصره عن تلك التفاصيل المقلقة للغاية.. وتابع أن الرئيس باراك أوباما استبعد إرسال قوات للعراق وأنه يدرس بعض الخيارات للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ومساعدة الحكومة العراقية؛ رغم أن عدم رغبة أوباما في إرسال مساعدة للمعارضة السورية كان سبب تقدم "داعش" في العراق وسوريا.
الجريدة الرسمية