رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: الحكومة المصرية "تهرول" لحل مشكلة التحرش.. وفد بريطاني يبحث مع السيسي التحقيقات في نشاط الإخوان.. على الغرب اغتنام عرض طهران للقضاء على «داعش»

حالة تحرش - صورة
حالة تحرش - صورة أرشيفية

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد، بالعديد من قضايا الشرق الأوسط التي كان من بينها الشأن المصري والأزمة العراقية.

مواجهة التحرش
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "إن المحاكمة الناجزة لمرتكبي حادث التحرش بميدان التحرير التي تسعي إليها مصر تعطى مؤشرًا واضحا على اهتمام الحكومة المصرية بالأزمة والإسراع لحلها قدر المستطاع".

وأوضحت الصحيفة أن ظاهرة التحرش ليست بجديدة في الشوارع المصرية ولكنها ازدادت وأصبحت أكثر عنفًا في الثلاث سنوات الماضية، مشيرة إلى أن التحرش بالنساء انتشر خلال عام 2011 وسط المسيرات المناهضة للرئيس الأسبق حسني مبارك ولكن السلطات لم تفعل شيئاء يذكر لمواجهة الأزمة وبدأت المبادرات المستقلة لحماية المرأة في الظهور.

وتابعت: "الاعتداءات الجنسية التي حدثت الأسبوع الماضي بميدان التحرير وسط الاحتفالات بتنصيب الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي أثارت غضب الجماهير المصرية وهو ما تبعه الرئيس بزيارة ضحية حادث التحرش بالمستشفي مقدما الاعتذارات لها وواعدا باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجناة".

يذكر أن النائب العام المستشار هشام بركات أمر أمس السبت بإحالة 13 من مرتكبي حوادث التحرش بالفتيات بميدان التحرير إلى المحاكمة العاجلة.

وقالت صحيفة ميدل إيست مونيتور البريطانية، إن "الوفد البرلماني البريطاني الذي وصل القاهرة أمس السبت لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين، يحمل جدول أعمال يتضمن مباحثات في عدة قضايا هامة".

وأوضحت الصحيفة أن الوفد المكون من 20 بريطانيًا، من المقرر أن يعقد مباحثاته مع الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، وفقًا لمصادر لها بالسفارة البريطانية بالقاهرة.

ووفقا لتصريحات المصدر للصحيفة، فإن جدول أعمال الوفد يشمل مباحثات بشأن تحول مصر نحو الديمقراطية وتحقيقات المملكة البريطانية بشأن أنشطة جماعة الإخوان لديها، بالإضافة لبعض الملفات الإقليمية الأخري بما في ذلك الأزمة السورية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتردي الأوضاع الأمنية في ليبيا والعراق.

وأضافت الصحيفة أن الوفد البرلماني الإيطالي من المتوقع أن يلتقي عددًا من الشخصيات السياسية البارزة الأخري خلال الزيارة، فيما كانت وسائل الإعلام المحلية المصرية قالت:"إن الوفد جاء للقاهرة فقط لتهنئة الرئيس السيسي بتوليه منصب الرئاسة مؤخرا".

زيارة السيسي لإثيوبيا
وقالت صحيفة ميدل إيست مونيتور البريطانية:"إن المجتمع الإثيوبي يشهد تضاربا في الآراء حول زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى أديس أبابا".

وأوردت الصحيفة عددا من ردود الفعل المتباينة بشأن الزيارة، وقال الدكتور سيمون حبريمدهين، أستاذ كلية الصحافة والاتصال في جامعة أديس أبابا لوكالة الأناضول: "إنه متفائل بزيارة الرئيس المصري كما أنها ستكون بداية للتواصل بين البلدين لحل الأزمة".

واتفقت ميسيريت بيلاي، ربة منزل إثيوبية مع حبريمدهين في رأيه مؤكدة أن دولتها تفتح أذرعها لكل من يمد إليها يد التعاون والسلام.

على النقيض رأي الدكتور زيروهن أبيبي المحاضر بالاقتصاد والعلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة أديس أبابا أن زيارة الرئيس المصري لإثيوبيا لا تعكس تغييرا في الموقف المصري تجاه الأزمة، وأن التغيير في القيادة المصرية ليس تغييرا جذريا مدعيا أن المصريين يلعبون بما أسماه لعبة اللغة.

وأشار أبيبي إلى أن الدستور المصري ينص على ضرورة حماية السلطات لنهر النيل ولحصة الدولة منه ولذلك فمن غير المتوقع أن ينتهك الرئيس المصري هذه المادة فيما وافقه في الرأي تويدروس بيكيلي الطالب بالعام الثاني في ذات الجامعة.

ودعا الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن، إلى اغتنام الغرب عرض طهران للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بعد الانتصار الذي حققه التنظيم في العراق.

وقال كوكبيرن، في مقال بصحيفة الإندبندنت، إن تنظيم "داعش" يشعر بالدهشة إزاء حجم انتصاره، وفرض سيطرته على المدن العراقية، وخاصة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وأصيب بالدهشة أعداء ومؤيدو داعش على حد سواء".

وقال المتحدث باسم "داعش"، أبو محمد العدناني: "من الصعب التفكير في أي أمثلة من التاريخ عندما تنسحب قوات الأمن التي تقرب من مليون، بما في ذلك 14 فرقة تابعة للجيش، وينهارون على الفور من قوة العدو التي لم تتراوح ما بين 3 آلاف و5 آلاف شخص".

وأضاف أن هزيمة القوات العراقية مؤخرًا لها سابقة في التاريخ، وكثيرًا في الماضي عرف عنه أنه بمنزلة آلة فاسدة تستغل وتضطهد السكان المحليين، وفي الأشهر الستة الأولى من هذا العام استطاعت "داعش" أن تفرض قبضتها على الفلوجة التي تبعد 40 ميلًا عن غرب بغداد، دون أي جهد يبذل من الجيش لإخراج عناصر "داعش" التي قامت بالقصف العشوائي للمدينة.

واستعرض "كوكبيرن" فساد الحكومة العراقية وقوات الأمن، وعمليات الرشاوي التي أدت إلى تدهور الاقتصاد، مشيرًا إلى التميز الطائفي واضطهاد السنة من قبل الحكومة.

ويري الكاتب أن غضب السنة سببه عمليات الاضطهاد والتمييز الطائفي التي تمثلت في قتل الكثير منهم، مضيفًا: "زج السنة في السجون سبب ما يحدث الآن في العراق".

ولفت كوكبيرن إلى التعاون السري بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 2003 بشأن العراق، خاصة أن أمريكا أطاحت بصدام حسين الذي كان مصدر قلق للإيرانيين ودخل معهم في حرب مسلحة، كما أن واشنطن وضعت حكومة شيعية كردية لتحكم البلاد، وتكون القوة المهيمنة في العراق بعد صدام.

وأضاف كوكبيرن أن إيران يهمها العراق أكثر من سوريا، متابعًا: "قدمت طهران مساعدات للعراق أكبر من الولايات المتحدة بعد أن فقد الجيش العراقي مصداقيته، وهو ما تمثل في نشر إيران الحرس الثوري الإيراني في بغداد لإعادة تنظيم قوة عسكرية جديدة من شأنها أن تجمع بين عناصر من الجيش القديم والمليشيات بهدف الحفاظ على المدن العراقية من محاولة داعش السيطرة عليها".

وقف الدولة السنية المتطرفة
وطالب الكاتب، الولايات المتحدة وبريطانيا بالتعاون مع إيران لوقف الدولة السنية المتطرفة الناشئة شمال وغرب العراق وتمتد إلى شرق سوريا.

وسلطت صحيفة "صنداي تايمز" الضوء على عودة المقاتين العائدين من الشرق الأوسط إلى المملكة المتحدة ومدي الخطر الذي يمثلونه على البلاد، وتهديدهم للأمن الوطني.

وأشارت الصحيفة في تقريرها اليوم الذي نشر تحت عنوان" سنرفع علم الجهاد الأسود في لندن"، إلى عودة المقاتلين الذين شاركوا في القتال مع تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" بالشرق الأوسط ونشر بعض التهديدات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغلق الـ"فيس بوك" بعض الحسابات لأعضاء داعش من البريطانيين.

وأوضحت الصحيفة أن البريطانيين العائدين من الشرق الأوسط يهددون الأمن القومي البريطاني رافعين العلم الأسود للإرهاب بتنفيذ أعمال عنف وإرهاب في البلاد.

ومن بين البريطانيين العائدين من الشرق الأوسط إلى المملكة أحد المقاتلين الذي هدد باستهداف البريطانيين غير المسلمين، وآخر هدد بشن هجمات مثل أحداث 11 سبتمبر إذا هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية، ومقاتل ثالث يعمل بتنشيط القرصنة الإلكترونية وهدد باستهداف الانتخابات البريطانية من أجل أن يرفرف العلم الأسود فوق دوانينج ستريت.

وأضافت الصحيفة أن المقاتلين الثلاثة من بين مئات البريطانين الذين ينشطون صفوف داعش وقد تعلن وزارة الداخلية البريطانية عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منظمة خارجة عن القانون بعد ورود تقارير عن عمليات القتل وقطع الرءوس والسلب والخطف التي نفذتها داعش.
الجريدة الرسمية