رئيس التحرير
عصام كامل

توني بلير يتهرب من مسئولية الوضع في العراق: الإطاحة بـ«صدام» كانت ضرورية.. الجدل حول حرب 2003 مردود عليه.. لسنا سبب أزمة الشرق الأوسط.. ووضع بلاد الرافدين أخطر من سوريا.. وعلينا التعلم من ال

رئيس الوزراء البريطاني
رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير،


حاول رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، تبرئة نفسه والدول الغربية من المسئولية عما يحدث في العراق، أو منطقة الشرق الأوسط.

وضع العراق أخطر من سوريا

وقال بلير، الذي شارك خلال رئاسته للحكومة البريطانية في الحرب على العراق في 2003: « يجب أن نحرر أنفسنا من فكرة أننا السبب في الأزمة في الشرق الأوسط، سوريا في تفكك ويمكن أن نتنبأ بمستقبلها (الخبيث)، ولكن العراق الآن الأخطر، لأنها في مرحلة الموت، وتهدد كل أنحاء الشرق الأوسط».

التعلم من الماضي

وفي مقال بصحيفة «الإندبندبت»، نشر الأحد، طالب بليز بإعادة التفكير في استراتيجية بلاده تجاه سوريا ودعم الحكومة العراقية لهزيمة «التمرد»، متابعًا: «نحن بحاجة لخطة شاملة للشرق الأوسط وأن نتعلم من الدروس المستفادة في العقد الماضي بشكل صحيح، يجب أن نستمع لحلفائنا ونعمل معهم بشكل وثيق في جميع أنحاء المنطقة، لأنهم على دراية بقضايا المنطقة وعلى استعداد لمكافحة الأسباب الجذرية للتطرف، وهذا يجعلنا نتطرق لأمور أبعد من الأزمة في العراق وسوريا».

وأشار بلير إلى الأحداث التي شهدتها الموصل، وتجدد الجدل حول جدوى الحرب على العراق التي بدأت في 2003، مضيفًا: «العراق في تحدٍ الآن ويجب وضع بعض النقاط لكي ينعم الشرق الأوسط بسلام ».

حكومة المالكي سبب ظهور داعش

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني سابقًا أن تنظيم القاعدة ضرب العراق منذ 3 أو 4 سنوات ولم يكن يشكل تهديدا على الدول المجاورة، « لكن النزعة الطائفية لحكومة نوري المالكي أعطت فرصة حقيقية له - أي لتنظيم القاعدة - في العراق، فضلا عن عدم استخدام أموال النفط في إعادة بناء البلاد، واستبعاد السنة من الجيش العراقي، ما جعل الجيش يعجز عن صد الهجوم على مدينة الموصل، وفقدانها، وقبلها منطقة الفلوجة من قبل ».

تجدد الجدل حول الإطاحة بصدام

وتساءل بلير: «هل إزالة صدام كانت خطأ، لو بقى صدام لاستمر خطر أسلحة الدمار الشامل وبالتالي سيكون سببا للحرب، ولم نكتشف عن تصنيع بشار الأسد في سوريا عن أسلحة كيميائية، كما أن العراق لم تكن لتكون مستقرة دون الغزو في عام 2003، في ظل المعاملة التي عامل بها صدام شعبه سواء من الأكراد أو الشيعة أو العرب الأهوار، فقد كان يقمعهم باستمرار، كما أن ثورات الربيع العربي في عام 2011 والتي وقعت في مصر وليبيا وتونس واليمن والبحرين وسوريا، كادت لتلحق بالعراق».

وطالب بلير بـ«التعلم من ثورات الربيع العربي، ودروس الماضي»؛ مختتمًا: «الحقيقة أن كل منطقة الشرق الأوسط وخارجها يمر بمرحلة تحول ضخم ومؤلم... علينا أن نتحرر من فكرة أننا السبب الأساسي للأزمة داخل المنطقة وخارجها».
الجريدة الرسمية