رئيس التحرير
عصام كامل

«فاينانشال تايمز»: صدمة في العراق بعد سقوط الموصل.. السكان حذروا الجيش مرتين من هجوم «داعش» ولم يتحرك.. الانسحاب المريب يثير تساؤلات حول «الخيانة».. ومخاوف من «التفت

فيتو

أعدت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية تقريرا عن تطورات الوضع في العراق، وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مدينة الموصل، وانزلاق العراق نحو حرب جديدة.


وقالت الصحيفة البريطانية، إن المواطنين العراقيين «اندهشوا من الانسحاب المفاجئ للجيش من مدينة الموصل»، واعتبروا أن الانسحاب «خيانة»، خاصة أنه كانت هناك إشارات واضحة لهجود «داعش»، ولم يستعد الجيش للمواجهة.

وأشارت الصحيفة إلى عبارة «الولاء للدولة» مكتوبة على شاحنة تابعة للجيش، لكن يبدو أن الجيش تخلى عنها.

ونقلت الصحيفة البريطانية، عن أحد سكان الموصل رفض الكشف عن هويته، قوله: «علمنا منذ شهر أن المتشددين يحشدون خارج الموصل، وبلغنا الجيش قبل الهجوم بأسبوع، بأن هناك حركات غريبة خارج المدينة، ولم يعط الجيش أي رد».

وأضاف: «حذرنا الجيش من أن مسلحي داعش على بعد 500 متر من مقر الحاكمية، وعندما اقتربوا على بعد 200 متر حذرناهم أيضا إلا أنهم لم يتحركوا ولم يفعلوا شيئا وتركوا المدينة عند هجومهم على الموصل».

ولفتت الصحيفة إلى انضمام بعض سكان الموصل من السنة إلى تنظيم «داعش» لغضبهم من الحكومة، ما أدي إلى ازدياد قوة «داعش» على الرغم من أن عند دخوله للمدينة لم يكن يضم بضعة مئات المواطنين، وعمل المقاتلون على نشر مدافع مضادة للطائرات وحفر خنادق في الموصل.

وقال حيدر صادق، أحد الضباط الواقفين في نقطة تفتيش: «سقوط الموصل في أيدي داعش صدمة لنا ولانعرف كيف انهار الجيش سريعا أمامهم ولقد بلغنا بأن نترك كل شيء ونهرب.. لقد بيعت الموصل لداعش».

وأوضحت الصحيفة أن السقوط المفاجئ للموصل صدمة كبيرة، واستعداد «داعش» للزحف نحو بغداد يثير المخاوف من تفتيت العراق على أسس عرقية ودينية، وخاصة بعد فرار العناصر الشيعية من الجيش وعدم رغبتهم في القتال من أجل سكان مدينة السنة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الاحتلال الأمريكي والإطاحة بصدام حسين، سقطت العراق في صراع على السلطة الطائفية بين الأقلية السنية الضعيفة والحكومة التي يهيمن عليها الشيعة لرئيس الوزاء نوري المالكي.

ولفتت الصحيفة إلى أن معظم السكان المحليين وقوات البشمركة يقولون إن السبب الحقيقي لنجاح «داعش» هو انضمام مسلحين من السنة له.

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى سنوات القمع التي عاشها العراقيون، وسؤال المواطنون في الموصل عما إذا كان هناك خيانة تسببت في سقوط الموصل في أيدي «داعش»، موضحة أن الجواب على السؤال ليس متاحا الآن ولكن الانسحاب المريب دون مواجهة المسلحين يجعل البعض يعتقد أن هناك خيانة لما حدث.
الجريدة الرسمية