رئيس التحرير
عصام كامل

"الأزهر في أسبوع".. "الطيب" يشترط فتوى لتحريم سب الصحابة لعقد لقاء بين السنة والشيعة.. ويدعو لنشر المحبة خلال كلمته في حفل كأس العالم

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

شهد الأسبوع المنصرم نشاطا مكثفا للدكتور أحمد الطب شيخ الأزهر، استهله بحضور أداء اليمين الدستورية لرئيس الجمهورية بالمحكمة الدستورية العليا.

وأكد شيخ الأزهر، أن الأزهر الشريف مستعد لعقد لقاءٍ مشتركٍ بين علماء السنة والشيعة، شريطةَ صدور فتاوى صريحة من المراجع الكبرى في العراق وإيران تُحَرِّمُ بشكلٍ قاطعٍ سبَّ الصحابة وأمهات المؤمنين، وتوقف محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية، خلال لقائه الدكتور خضير الخزاعي، نائب رئيس جمهورية العراق الشقيقة، والوفد المرافق له.

وخلال اللقاء أعرب نائب الرئيس العراقي عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر، حاملا رسالة مودةٍ ومحبةٍ للأزهر الشريف من الشعب العراقي، مؤكدا أن الأزهر الشريف بصماتُه واضحة في لَمِّ شمل الأمة وجمع شتاتها، حيث إنه يبلسم جراحات العالم العربي والإسلامي، مضيفا أن الأمة الإسلامية تُجمع على أن الأزهر الشريف رمز الاعتدال، ومنارة الفكر الوسطي.

وأكد الإمام الأكبر حرص الأزهر على التعاون مع الصندوق من خلال برامج التوعية التي سوف تتم على مستوى المعاهد والجامعات بالأزهر الشريف، موضحًا أنَّ الأزهرَ سيعْمَل على دمج وسائل مكافحة المخدرات في المناهج التعليمية الأزهرية بدءا من العام القادم، خلال استقباله عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان وعلاج التعاطى.


وأطلع عثمان، شيخ الأزهر على جهود الصندوق في مكافحة الإدمان وعلاجه، والبرنامج العلمي لمكافحة إدمان المخدرات، الذي سيقوم عليه مجموعة من العلماء المتخصصين في مجال علم النفس والاجتماع، وتَمَّ استعراض الوضع الراهن لمشكلة المخدرات في مصر، وخطة الدولة في مجال مكافحة الإدمان.

وأكد شيخ الأزهر عمق الروابط بين مصر والإمارات، واستعداد الأزهر الشريف للتعاون والتنسيق مع مركز الإمارات فيما يخدم البلدين، خلال استقباله جمال السويدى مدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.

وأعرب السويدي، عن سعادته بلقاء الإمام الأكبر، وأطلعه على الأنشطة التي يقوم بها، والإنجازات العلمية التي حققها المركز، إضافة إلى فعالياته خلال الأعوام الماضية، والعمل الدءوب الذي يبذله المركز في متابعة التطورات المحلية والإقليمية والدولية وتحليلها ودراستها على أساس علمي ومنهجي بناء، يعين على اتخاذ القرار الصائب.

وأطلع السويدي الإمام الأكبر على خطة المركز لعقد مؤتمر الثقافة العربية، الذي يجمع المثقفين العرب، وتستضيفه "أبو ظبي" في نهاية العام.

وأكد شيخ الأزهر في كلمة مسجلة أذيعت بحفل كأس العالم، أن رسالته في هذا الحفل العالمى هي نفس الرسالة التي حملها الإسلام إلى الناس جميعًــا منــذ خمسة عشر قــــرنًا من الزمان، مهما اختـــلف بهـــم الزمان أو المكان، وفي هذه الرسالة يقرِّر الإسلام أن الناس، كلهم، سواسيةٌ كأسنان المشط، لا يتميز إنسان على إنسان إلا بالعمل الصالح الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، والناس جميعًا أبناء أب واحد وأم واحدة، «كلهم لآدمَ وآدم من تراب»، والناس إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الإنسانية، ومن هنا حرَّم الإسلام الظلم بين الناس، ونهاهم أن يظلم بعضهم بعضا.. سواء وقع الظلم بين الأفراد أو بين الدول.

هذا وحضارة الإسلام هي حضارة تعارف وتواصل، تمدّ يدها للحضارات الأخرى، وتتبادل معها المنافع والمصالح، وقد كان الإسلام أول من سعى إلى العالمية بتنوع ثقافاته وتعددها.

والأزهر الشريف الذي يمثل المرجعية الدينية لمليار ونصف المليار من المسلمين، يناديكم بضرورة نشر السلام والمحبة والعدل بين الناس جميعًا في الشرق والغرب، وذلك بأن يفهم الغرب حضارة الإسلام على حقيقتها، وأن يفهم المسلمون مدنية الغرب على حقيقتها أيضًا، وأن الشرق والغرب إذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن وحلَّ السلام محل الخصام.

أيها الناس!
اجعلوا من هذا الحدث الرياضي العالمي مناسبة لنشر روح السلام والمساواة بين الناس، وبث مشاعر المحبة والأخوة، والقضاء على نوازع الظلم والشر والتمييز بين البشر، وفرصــة لمساعدة الضعفاء والفقراء والمرضى والمحرومين، وهذه هي القيم التي تحتاجها مجتمعاتنا الآن، وتزكيها الروح الرياضية، ولن يجدها الناس إلا في هدى الرسالات الإلهية والأديان السماوية.

الجريدة الرسمية