رئيس التحرير
عصام كامل

تنصيب السيسي (دوليًا).. صفعة قوية لقطر وتركيا


لأول مرة يأتى لمصر رئيس بإرادة شعبية خالصة لم تخضع لمشيئة أمريكا وإسرائيل كما جرت العادة، وكما نطق بها المفكر د.مصطفى الفقى يومًا حين سئل عن رئيس مصر القادم بعد حسنى مبارك..!! عبرت حشود المصريين أمام صناديق الانتخاب عن وعى واستنارة ورغبة في إنقاذ مصر.


إن التاريخ سوف يذكر للسيسي انحيازه للشعب وللدولة الوطنية، فقد حمل روحه على كفه، وقرر السباحة ضد تيار عاتٍ، ضد حلف الشر في الداخل والخارج، وقرر الانحياز لإرادة الشعب الذي نزلت ملايينه تطلب إزاحة الإخوان عن الحكم.. ترى ماذا لو فشلت مساعى الرجل وتمكنت الجماعة منه.. ماذا كانت ستصنع به وبنا.. ألم تكن مصر على شفا حرب أهلية فأنقذنا الجيش منها.. ألم يكن ينتظرنا مصير ليبيا وسوريا..؟!

لقد صارت مصر ملهمة في ثورتها ضد الفساد وضد الإخوان.. لقد استلهم اللواء الليبى خليفة حفتر روح 30 يونيو المصرية وقرر خوض معركة الكرامة لاستعادة ليبيا من براثن الفوضى، واستئصال شأفة الإرهاب والعنف والخراب الذي تمارسه جماعات التكفير وميليشيات الدم حملة الرايات السود الذين حاولوا فرض رؤيتهم الضيقة المتزمتة على المواطنين قهرا في عداء واضح لروح الدين الحق..!

لقد تكالبت قوى الشر على ليبيا؛ طمعًا في نفطها وثرواتها، وتهاوت إليها قوى الاستعمار القديم المتجدد لالتهام كعكة إعمارها، وضرب الناتو جيشها، وفرق شملها وتركها فرقًا متناحرة بسلاح كثير غاية في الخطورة، وشاركت للأسف جامعة الدول العربية في تلك المؤامرة التي كادت تتكرر في سوريا لولا موقف مصر الرافض لتسليم مقعدها في الجامعة العربية لمعارضة لا تمثل الشعب السورى..!!

لقد تعالت الأصوات المخلصة تحذر من ترك مخازن السلاح في ليبيا تذهب لأيدى جماعات العنف والتدمير.. وهو ما وقع بالفعل - للأسف، وصار يوجه لصدور أبناء ليبيا، ويتم تهريبه لضرب استقرار مصر عبر حدودها الغربية، في مخطط خبيث لإبقاء المنطقة فوق بركان الفوضى والدم.. لكن مشيئة الله قضت أن تنهض إرادة 30 يونيو لتوقف المشروع المشبوه لتمزيق جسد الأمة بخنجر دويلات لا يتجاوز حجمها حى شبرا..!!

انتكس مشروع الإخوان في مصر بدايةً، ثم تقهقر في ليبيا، وتراجع في تونس، وامتنع في السعودية والإمارات لا لشىء إلا لأن هذا الفكر غير قابل للحياة في هذه التربة كما يقول المشير السيسي.

لقد بعثت ثورة 30 يونيو بالأمل في نفوس الليبيين، وتكرر السيناريو ذاته هناك.. فما حدث جاء بمباركة القبائل الليبية في الشرق والجنوب وطرابلس وبنغازى..الكل أجمع على ضرورة تحرير ليبيا من العنف والإرهاب، وتطهيرها من ميليشيات الموت، وتوحيد الجبهة الداخلية، والحفاظ على وحدة تراب ليبيا ضد رياح التقسيم ومحاولات سلب ثروات البلاد على أيدى النازيين الجدد.

نقول للمصريين كنتم على قدر المسئولية.. وخرجتم بالملايين تقدمون للعالم أروع الأمثلة في النضال.. ووجهتم صفعة قوية على وجه الأعداء في الداخل والخارج.. قدمتم نموذجا مضيئًا مبهرًا للعالم أجمع بأن المصريين ليسوا فحسب أصحاب أعرق حضارة.. بل هم أصحاب ثورتين كبيرتين غيرتا مسار العالم وتوازناته وخريطته السياسية في أقل من 3 سنوات.. علمتم البشرية كيف تكون السلمية أمضى أسلحة التغيير السياسي.. لم تنفع معهم مؤامرات ولا ألاعيب أحلاف الشر وخونة الداخل وأعداء الوطن.

المشاركة الدولية الكبيرة أمس الأحد في احتفال تنصيب السيسي رئيسا لمصر هي اعتراف وإقرار من المجتمع الدولي بذلك الاختيار من خلال انتخابات حرة نزيهة.. هو قبول بثورة 30 يونيو وخارطة الطريق.

السيسي رئيس مصر المنتخب لا يملك "عصا سحرية".. إن الشعب هو عصاه السحرية للنهوض بمصر واستعادة عافيتها وأخيرًا لا نملك له إلا الدعاء بالتوفيق.. ودقت ساعة العمل للجميع.
الجريدة الرسمية