رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الإهمال يحاصر سبيل أم عباس.. انتشار مواقف الميكروباصات وتلال القمامة في محيط المبنى الأثرى.. اللصوص نهبوا "السبيل" وسط غياب الدولة.. والآثار أغلقت المبنى بحجة الترميم

فيتو

لم تكن السيدة "بنبي قادن" تعلم أثناء تشييدها لهذا السبيل الفريد في مصر أنه سيصبح في فترة من الفترات قبلة للفقراء والمساكين وأصحاب الهموم ثم يتحول بعد ذلك إلى مبنى تحاصره القمامة ومواقف الميكروباصات وعوادم الشكمانات. 

في منطقة الصليبة في السيدة عائشة وفى الشارع المؤدى إلى قلعة محمد على يقع مبنى "سبيل أم عباس" بأضلعه الثمانية المشهورة، وسورة الفتح التي تزين جدرانه وقبابه الفريدة التي شهدت على الكثير المراحل المهمة في تاريخ هذا البلد، وعلى الجانب الآخر ستجد موقف للميكروباصات وتلال القمامة تكشف عن الحال التي وصل إليها السبيل. 

ويعود بناء السبيل إلى عام 1867 حينما قررت السيدة "بنبى قادن" زوجة الأمير أحمد طوسون باشا ابن محمد على الكبير والى مصر، ووالدة الوالى عباس الأول الذي حكم مصر من عام 1848 – 1858 وتم قتله في قصره ببنها.

وأنشأت "بنبى قادن" السبيل الذي يقدم الماء بلا مقابل للعابرين، على أحدث الطرق في ذلك العصر، على يد مهندسين إيطاليين، ونقشت على جدرانه سورة الفتح كاملة، ونقشها عليه الخطاط التركى عبدالله بك الزهدى وكان يطلق عليه سبيل "بنبى قادن" وبمرور الوقت أطلق عليه المصريون سبيل أم عباس. 

ظل السبيل حتى مطلع القرن التاسع عشر يقدم الماء للعابرين ولأهل الحى، حتى تحول بعد ذلك إلى قبلة الفقراء والمساكين بعد أن استوطن السبيل الكثير من الشيوخ الذين قيل إنهم أصحاب كرامات. 

ومن أشهر الشيوخ كما يتذكر الحاج "أحمد" أحد أقدم سكان الشارع هو الشيخ "الشامى" الذي تواجد في ستينيات القرن الماضى وذاع صيته بل قد كان هناك أجانب يأتوا إلى الشيخ حسب رواية الرجل. 

وأضاف الحاج أحمد أن الرجل كان قادر بكرامته ومكانته لدى الله أن يشفى الكثير من الأمراض المستعصية، بالإضافة إلى أنه لا يتقاضى أجرا، وقد ظل هكذا لمدة عشر سنوت اختفى بعدها ولا نعلم عنه شيئا. 

أما الآن فيعانى السبيل من أشد أنواع الإهمال ونهبه اللصوص بعد أن أهملته الدولة كما روى أهالي المنطقة وتكدست حوله أكوام القمامة وهو الآن مغلق لمدة تزيد عن 6 أشهر بحجة الترميم، رغم أن الأهالي أكدوا عدم وجود أي أعمال ترميم.
الجريدة الرسمية