مبروك.. الإخوان عندهم ميليشيات رسمية مسلحة
للأسف حدث ما حذرت أنا وغيرى منه، وهو تحويل أفراد وأمناء وزارة الداخلية إلى ميليشيات إخوانية، وذلك بعد أن انفضحت ميليشيات تنظيمهم السرى وفشلت فى تحقيق أهدافهم. فكان من المستحيل مرور جرائمهم من قتل وتعذيب أمام الاتحادية وغيرها. وكان من المستحيل إخفاء تواطؤ الرئيس وقادة التنظيم السرى للإخوان، وتواطؤ النائب العام الذى رفض إخلاء سبيل الثوار الذين اعتقلتهم هذه الميليشيات.
كان الحل الأسهل والأسلم هو دفع رجال الداخلية لأن يلعبوا هذا الدور، وإذا اضطروا للتعاون مع ميليشيات الإخوان كما حدث فليكن من وراء ستار. وهذا ما تحقق أمس، فقد قرر وزير الداخلية تسليح أفراد وأمناء الشرطة بـ 100 ألف طبنجة، وبالطبع مستندين إلى ضوء أخضر بقتل وتعذيب المحتجين أو أى مواطن.
إذا أضفت إلى ذلك إلغاء العقوبات الانضباطية السابقة، فهذا معناه "اقتلوا وعذبوا ولا تخافوا"، وهذا معناه أننا ندفع تكلفة هذه الميليشيات من أموالنا، وندفع ثمن تجاوزاتها الإجرامية من أرواحنا وأرواح أولادنا.
وقع رجال الشرطة فى الفخ، وبدلاً من أن تكون عقيدتهم هى توفير الأمن وحماية أرواح وممتلكات المصريين، الآن تتغير العقيدة ويتحول الشعب أو قطاعات منه إلى عدو وهمى، مستغلين الأمراض المزمنة فى أداء الشرطة، ومستغلين أيضاً جروح رجالها الذين لم يتورطوا فى جرائم.
وقع رجال الشرطة فى الفخ، وبدلاً من تحسين شروط عملهم وحياتهم الوظيفية وأجورهم، عبر إعادة هيكلة حقيقية. وبدلاً من توافر العدل فى والأمان فى علاقات العمل، وبدلاً من أن يحصل الأفراد والأمناء والضباط الغلابة على الملاليم، وغيرهم يحصل على مئات الآلاف، ورطوهم فى عداء وهمى مع الشعب تحت زعم كاذب بأن "يحموا أنفسهم". وهم فى الحقيقة يدفعون ثمن الجرائم السياسية التى يرتكبها التنظيم السرى للإخوان، مثلما دفعوا من قبل ثمن جرائم نظام مبارك.
أريد تذكير القتلة بأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم، فالذكرى تنفع المؤمنين.