رئيس التحرير
عصام كامل

«فاينانشال تايمز»: خطة إيرانية لتقاسم السلطة في سوريا مع السعودية والغرب.. والانتخابات تعزز موقف الأسد.. مخطط طهران يمنح الشيعة الرئاسة والسنة رئاسة الوزراء.. المصالح السعودية الإيرانية تتجه

الرئيس الإيرانى حسن
الرئيس الإيرانى حسن روحانى



قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية إن الانتخابات السورية التي جرت في الأسبوع الماضي ومنحت الرئيس بشار الأسد، ولاية ثالثة رئيسا للبلاد خطة من خطط إيران لجذب المملكة العربية السعودية والحكومات الغربية التي نددت بالانتخابات.


وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات جاءت بعد عدة أشهر من تعزيز الأسد موقفه وتراجع المعارضة وسيطرة قوات الأسد على حمص واستقالة الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة بسبب فشل محادثات جنيف التي كانت تبحث عن أرضية مشتركة بين النظام السوري والمعارضة المدعومة من الغرب.

الانتخابات تعزز موقف الأسد

وتابعت: «أجريت الانتخابات في ظل التقدم العسكري الكبير لنظام الأسد بدعم من حزب الله واستعادة الأسد الأراضي التي فقد السيطرة عليها سابقا ولكن حلب ما تزال في قبضة المعارضة ويهدف النظام إقامة حزام للأراضي التي تمتد من المدن الساحلية طرطوس واللاذقية من خلال حمص في وسط البلاد إلى العاصمة دمشق».

وأشارت الصحيفة إلى المخاوف الإيرانية من انهيار النظام السوري ومع نصر الأسد يجعل هذه المخاوف أقل احتمالا وتسعي إيران الآن للحلول التي تحظي بقبول لدى الغرب والتي من شأنها تقليل الخسائر في ميدان المعركة السورية.

وأضافت الصحيفة أن «الإبراهيمي»، علق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على الاقتراح الإيراني لتحقيق تسوية سياسية في سوريا، وتدعو الخطة لوقف إطلاق النار وإنشاء مجلس للوحدة الوطنية والسماح للجماعات السياسية في سوريا بالمشاركة واستبعاد المعارضة التي في المنفي وحضرت مؤتمر جنيف ومراجعة الدستور السوري للحد من سلطات الرئيس.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن مؤسسات الدولة بما فيهم الجيش يجب الحفاظ عليها، والأغلبية السنية ستمثل في النظام السياسي الجديد مع الحفاظ على حقوق العلويين، واقترح «روحاني»، أن يقوم الأسد باتخاذ التدابير اللازمة لبناء الثقة في المقابل أن يقف نظامه ارتكاب الفظائع ومنح الأسد والمسئوليين العلويين الحصانة القانونية والحق في تأسيس حزب سياسي جديد في مرحلة ما بعد الحرب في سوريا.

إيران تغازل السعودية لتقاسم السلطة في سوريا

ولفتت الصحيفة إلى أن الدور الإيراني يذكرنا بالدور الذي لعبه النظام السوري في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت لـ 15 عاما في عام 1990.

وترى الصحيفة أن إيران تريد إغواء السعودية والغرب بعقد الصفقة الكبرى على سوريا وهذا يتطلب تفاهما بين السعودية وإيران بشأن سوريا مثل التي توصل إليها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والمملكة العربية السعودية على لبنان ويستند هذا الحل على تقاسم السلطة بين الأقلية العلوية والأغلبية السنية على أن يبقى الأسد رئيسا ويكون رئيس الوزراء سنيا.

ولكن المشكلة هنا تكمن في كره القادة السعوديين والمعارضة السورية أن يروا الأسد متفردا بدوره في البلاد بينما تريد إيران عمل توازن عسكري وإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 162 ألف سوري وشرد الملايين من السوريين.

وربما ستتعلق المسألة السورية وفقا للمحادثات المتعدة الأطراف بشأن البرنامج النووي الإيراني وقد تكون النتيجة التوصل لصيغة لتقاسم السلطة حيث تلتقي المصالح السعودية والإيرانية.
الجريدة الرسمية