رئيس التحرير
عصام كامل

تنصيب السيسي في أعين الصحافة الأجنبية: الرئيس الأنسب لاستعادة الأمن والاستقرار... قائد قوي يتسلم دولة منقسمة... يتسلق تلا شديد الانحدار لإنقاذ الاقتصاد... ورويترز تحذر المشير من غضب المصريين

رئيس الجمهورية عبد
رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي

غالبا ما تتباين ردود فعل الصحف الأجنبية بشأن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط بشكل عام وفي مصر بشكل خاص وهو ما حدث بالفعل في تغطيتها لحدث تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي.


في البداية اهتمت صحيفة "تريبيون" الباكستانية بأداء اليمين الدستورية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد فوزه الكاسح في الانتخابات الرئاسية.

وأشارت الصحيفة إلى الاضطرابات التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث عقب ثورة 25 يناير لعام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك ثم تلتها ثورة أخرى 30 يونيو عام 2012 والتي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي.

وأضافت الصحيفة: أن العديد من المصريين يرون السيسي الزعيم الأنسب لاستعادة الاستقرار، فضلا عن إحرازه نصرا متوازنا على الرغم من مقاطعة جماعة الإخوان المسلمين والمعارضين العلمانيين العملية الانتخابية.

ونوهت الصحيفة إلى دعوة السيسي في الخطاب الذي ألقاه أمس في حفل تنصيبه رئيسا إلى بناء مستقبل أكثر استقرارا لمصر.

من ناحية أخرى قالت صحيفة التليجراف البريطانية: إن مصر لديها قائد عسكري قادر على تقلد زمام الرئاسة.

وأشارت الصحيفة إلى بدء حركة الضباط الأحرار منذ 60 عامًا، ليأتي رؤساء ذوو خلفية عسكرية بدءًا من محمد نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك إلى عبدالفتاح السيسي، موضحة أنهم خلعوا بذلتهم العسكرية ليرتدوا ملابس مدنية من أجل حكم مصر.

وفي نفس السياق قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية: إن الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي، مجبر على صعود تل شديد الانحدار لإرجاع الاقتصاد المصري لمساره الصحيح.

وأشارت الشبكة إلى أن البطالة وعجز الموازنة والتضخم تمثل حاليا نحو 11-13 % مما يجعل حل الأزمة صعبا على السيسي.

وأكدت سي إن إن، أن الرئيس الجديد في حاجة للمضي قدما في الإصلاحات الهيكلية، لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر، موضحة أن وظّف مستشارين خارجيين لتقديم المشورة لإعلاء نسبة النمو.

من جانبها قالت علياء موبايد، المحللة المالية والمتخصصة في بحوث الشرق الأوسط لباركليز: إن المستثمرين قلقون بشأن قدرة الرئيس الجديد وحكومته على بناء جسر من التوافق في الآراء بشأن الإصلاحات التي يجب اتخاذها في البلاد.

وأضافت: أن الشركات تريد الاستفادة من مصر وخاصة أنها أكبر دولة عربية، من حيث التعداد السكاني، ولكنها قلقة بشأن المزيد من التقلبات السياسية والاضطرابات التي تؤدي بدورها لعدم الاستقرار.

وعلي عكس التغطية الأجنبية التي رصدت حفل التنصيب بفخامته والمشكلات التي تنتظر السيسي جاءت وكالة رويترز الإخبارية بمضمون مختلف حيث قالت وكالة "رويترز" الإخبارية: إن "وسائل الإعلام المصرية والشعب المصري أيضًا يعلق آماله على الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي لتحقيق الاستقرار وإنقاذ الاقتصاد المصري من وضعه المتردي حاليًا".

وأوضحت الوكالة الإخبارية في رسالة غير مباشرة للرئيس المصري أن الكثير من المصريين يتمنون ذلك ولكن صبرهم محدود في حالة عدم تحقيق ما وعدوا به من إنجازات مشيرة إلى أن التظاهرات التي تسببت في رحيل رئيسين خلال الثلاثة أعوام الماضية ليس من المستبعد أن تتكرر وخاصة أن نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات أثبتت أن شعبية السيسي ليست بنفس القدر الذي كانت عليه عند عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013 حسبما رأت رويترز.
الجريدة الرسمية