رئيس التحرير
عصام كامل

عبد القدوس يكتب: أحمد عبد العزيز..قذيفة الجيل الجديد

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

أظهرت حرب فلسطين بطولات لشخصيات عديدة منهم البطل أحمد عبد العزيز، ولذلك كتب إحسان عبد القدوس مقالا بمجلة الاثنين والدنيا 1949 مقالا بعنوان (أحمد عبد العزيز قذيفة الجيل الجديد) يقول فيه:


مرتان في حياتى تمنيت فيها أن أكون ضابطا في الجيش، مرة وأنا في السادسة عشرة ـــ وكانت بغرض التفاخر بالزى العسكري ـــ ومرة في يونيو 1948 عندما قابلت أحمد عبد العزيز، وكانت أمنيتى أن أموت شهيدا بعد أن أقنعنى أحمد عبد العزيز بالموت، أقنعنى أن مجرد الاستسلام للحياة جبن، وأن الروح هي سلاح المرء، والجسد هو طلقة السلاح.

كان معنا في اللقاء شاب صديق تقدم إلى أحمد عبد العزيز بطلب التطوع بين جنوده، وبرغم هذا فإن هذا الشاب قال إنه أحيانا يحس بالخوف من الموت، وهو ليس جبانا ولكنه لا يستطيع أن ينكر أنه يخاف من الموت.

رد عليه أحمد عبد العزيز وقال (إنك تخاف من المجهول وكلنا يخاف المجهول، ولكن الاستشهاد ليس مجهولا، ولكنه الانتقال إلى عالم وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بالنعيم ).

و أضاف عبد العزيز أنه أحس بالخوف مرة عندما اشترك في ثورة 1919، حين أطلق عليه الإنجليز وعلى زملائه الرصاص..هنا آمن بأنه لن تكون له حياة طالما هناك عدو يريد اغتصاب حياته.

كان لكلمات أحمد عبد العزيز أثر كبير في معارك فلسطين، فكان يخطب في رجاله خطبا قاسية صارمة ولا يعد رجاله إلا بالجزاء من عند الله.

كان أحمد عبد العزيز يخاطب المتطوعين المصريين بقوله (يا أبناء الفراعنة، وعندما يتكلم عن الحرب تشعر أنه يتكلم عن الشىء الوحيد الذي يؤمن به، حدثته مرة عن الجلاء عن مصر فحدثنى عن مستقبل الجيش المصرى، وحدثته عن السودان فأتى بخريطة جغرافية كاملة عن السودان.

أن مصر خسرت أحمد عبد العزيز، وخسرت أنا رجلا من القلائل الذين آمنت بهم رجلا وجدت فيه صدى لآمال مصر، وقذيفة من قذائف الجيل الجديد، وروحا فدائية في وطن يعوزه الفداء.
الجريدة الرسمية