"تايمز أوف إسرائيل": "كلينتون" تكشف خلافها مع "أوباما" بشأن مصر.. وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة: قلقت من تنحى مبارك وتمنيت انتقالا منظما للسلطة..حذرت من الثورات العربية..لا عداء بين نتنياهو وأوباما
كشفت مذكرات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، عن خلافاتها مع الرئيس باراك أوباما بشأن مصر، وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى ابتعاد كلينتون عن إدارة أوباما منذ بداية الربيع العربي، وتظهر مذكراتها أنها حاولت دفع الرئيس الأسبق حسني مبارك لبدء عملية انتقال منظم للسلطة في مصر.
وتحدثت كلينتون في كتابها "الخيارات الصعبة" عن الانقسام داخل الإدارة الأمريكية خلال الأيام المحمومة من الاحتجاجات العربية التي بدأت في عام 2011، وأنها كانت واحدة ضمن الحرس القديم من الواقعيين الذين حذروا من الثورات؛ مثل الرئيس جون بايدن، مستشار الأمن القومي، وتوم دونيلون، وزير الدفاع، وروبرت جيتس، على خلاف جيل الشباب من مساعدي البيت الأبيض الذي اكتسحته الدراما والمثالية للحظة.
وقالت كلينتون، إنها كانت قلقة لدفع شريك مثل حسني مبارك منذ فترة إلى خارج الباب، وترك مصر وإسرائيل والأردن والمنطقة، إلى مستقبل خطير وغير مؤكد.
وأضافت كلينتون: لقد أصررت على الحفاظ على علاقات وثيقة مع مبارك، وعزل إيران والحفاظ على الطريق التجاري لقناة السويس، وحماية إسرائيل من الإرهاب الأمني والعمليات القتالية في المنطقة، حيث كان تنظيم القاعدة يخططون لشن هجمات جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن تسليط كلينتون على الخلافات السياسية مع أوباما، ربما يكون لعزمها على خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2016، وذكرها لمصر مثال قوي وجذاب؛ نظرًا للمسار المضطرب الذي اتخذته مصر منذ تنحي مبارك وسط الاحتجاجات العنيفة في الشوارع واستمرارها أكثر من ثلاث سنوات.
ولفتت الصحيفة إلى الاضطرابات التي شهدتها مصر، ومجيء حكومة الإخوان المسلمين إلى السلطة، إلى أن أطيحت بواسطة الجيش في يوليو الماضي.
وأشارت مذكرات كلينتون إلى تحذير أوباما من مستوي العنف، وبعض مستشاريه كانوا مستاءين عندما تحدثت كلينتون علنًا عن الحاجة إلى انتقال منظم بدلا من التنحي على الفور، كما دعا أوباما مبارك.
وأوضحت أن كلينتون دفعت الدبلوماسي السابق فرانك ويزنر، لكي يلعب دور الوسيط مع مبارك ويعرض بعض التنازلات للمحتجين، ولم يقبل مستشارو أوباما، وعندما حضر ويزنر مؤتمر الأمن في أوربا وتحدث كمواطن عادي بإيجابية عن مبارك وما يمكن أن يلعبه في مستقبل مصر والرسائل التعيسة المختلطة بشأن مصر، كانت بمثابة مخزن حطب لجهده الدبلوماسي.
وأضافت الصحيفة أن: مذكرات كلينتون تناولت التحديات للسياسة الخارجية الأمريكية على مدى سنوات عملها كأكبر دبلوماسي لأوباما.
ونوهت كلينتون في مذكراتها عن أول مكالمة لها كوزيرة للخارجية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، على أمل الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع نشطاء في غزة في الأيام الأخيرة من رئاسة جورج دبليو بوش، واستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، وعندما أصبح بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء في الحكومة الإسرائيلية وضم له المحافظين المتشددين، باتت المفاوضات أكثر صعوبة، ووقعت إدارة أوباما في خطأ تكتيكي، وحدث جدل واسع من قبل الدولة اليهودية ومؤيديها في واشنطن، ودفاع المتشددين عن بناء المستوطنات وضغط كلينتون لتجميد بناء المنازل الإسرائيلية الجديدة في الأراضي المتنازع عليها، ووقف التفاوض المباشر مع إسرائيل لمدة 10 أشهر البناء، وانهيار المحادثات، وإلقاؤها اللوم على كلا الجانبين لانهيار المحادثات، وبعدها طالبت السلطة الفلسطينية باستمرار المفاوضات مع نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة أن مذكرات كلينتون تشيد بالكاد بنتنياهو ولا تصف عداءً شخصيًا بين نتنياهو وأوباما، على الرغم من التناقض الواضح في العلاقات بين الاثنين، ووصفت أوباما بأنه غاضب لبناء المستوطنات خلال زيارة بايدن لإسرائيل.
وأشارت كلينتون في مذكراتها إلى الكشف عن سجلاتها الطبية عندما أصيبت بجلطة وارتجاج في ديسمبر عام 2012، وأنها لن تخفي سجلاتها الطبية كما يفعل المرشحون الآخرون، مضيفة أنها لم تقرر بعد مستقبلها السياسي.