رئيس التحرير
عصام كامل

خلال فعاليات الدورة 103 للعمل العربي.. إدانة دولية لأوضاع عمال وشعب فلسطين.. "العمل العربية": المجتمع الدولي عاجز عن أداء واجباته تجاه فلسطين.. "الدولية": إنهاء الاحتلال يقضى على أزمة الاقتصاد

 فعاليات الدورة 103
فعاليات الدورة 103 لمؤتمر العربي

افتتح أحمد محمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية، الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة، بمبنى قصر الأمم بجنيف على هامش أعمال الدورة "103" لمؤتمر العمل الدولي، بكلمة عبر فيها عن تقديره للمشاركين في المؤتمر، بما يعكس انحيازهم للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي يحملونها والتي قامت عليها منظمة العمل الدولية مؤكدا على أن بطش القوة وقهر الشعوب لا يسلب حقوق الشعوب في الحياة، وأن من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش حياة كريمة في وطن مستقل.


واستنكر "لقمان" مضى قوات الاحتلال الإسرائيلي قدما في فرض القيود على تنقل الأفراد والسلع والبضائع، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وانتهاكاتها للحق في العمل والتعليم ومواصلة الاعتقالات التعسفية وسوء معاملة الأسرى وأنه بقدر ما يؤكد إصرارا على انتهاك قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والمعايير الدولية لحقوق العمل والعمال بقدر ما هو أيضا انعكاس طبيعي لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والذي يجب عليه أن ينتقل من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي ميزت سلوكه طوال الحقبة الماضية تجاه الممارسات الإسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني.

وقال "بتنا مطالبين بمنح الشعب الفلسطيني جائزة نوبل في الصبر والجلد وتحمل المعاناة التي يشارك المجتمع الدولي في استمرار ظلمه وكذلك إصراره على حقه في الحياة وإنشاء دولته المستقلة".

وأضاف "تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية حول أوضاع عمال وشعب فلسطين شخص واقعا مؤلما مستمرا يتزايد عاما بعد عام وقدمت المجموعة العربية ملاحظات بشأن طلب أخذها بعين الاعتبار حتى يتسنى تبني خطوات عملية وحشد دعم دولي لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني".

واختتم لقمان قائلا "فلسطين تزهو بأشجار وأغصان الزيتون وقوات الاحتلال الإسرائيلي حريصة على اجتثاثها وقطعها رغم أنها تعبر وترمز إلى السلام ولكنه على يقين بأن كل غصن وشجرة زيتون قطعتها قوات الاحتلال سيزرع غيره الآلاف من أشجار الزيتون بسواعد شباب وعمال فلسطين لتبقى أرض السلام والأمان والمحبة حتى ولو كره ذلك من يسعون في الأرض فسادا، وأنه لن يطول الوقت حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في بناء دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف".

وقال جاي رايدر"، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، "إن الشعب الفلسطيني يواصل كفاحه رغم كل الصعوبات ليعيش في حرية وسلام على أرض دولته المستقلة".

وأشار، في كلمة خلال الملتقي الدولي للتضامن مع شعب وعمال فلسطين، بالعاصمة السويسرية "جنيف"، الخميس، إلى أن الأوضاع في فلسطين تدهورت خلال العام الجاري مقارنة بالسنة الماضية، مضيفًا: "لا أبالغ في القول أنها أصبحت متفجرة وخطيرة؛ حيث إن معدل نمو الاقتصاد الفلسطيني تراجع إلى 2% والبطالة زادت حتى وصلت إلى 25% بشكل عام، و40% بين الشباب".

وتابع: "منظمة العمل الدولية ترى أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني هو إنهاء الاحتلال".. وتوجه "رايدر" بالشكر لكل من قدم الدعم المادي أو الفني لفلسطين في ظل الظروف الصعبة، مشيرا إلى التزام منظمة العمل الدولية بتقديم الدعم لتعزيز التعاون بين الشركاء الاجتماعيين في فلسطين ودعم سياسات التشغيل وتوفير الحماية الاجتماعية.

وواصل: "نأمل أن تتحقق أحلامنا جميعا في وجود دولة فلسطينية مستقلة لنستقبلها في منظمتنا ضمن الدول المستقلة".

قالت "ريجينا ماريا دونلوب"، سفيرة دولة البرازيل عن الحكومات خلال مؤتمر العمل الدولي، "سجلت بقلق كبير ما جاء في تقرير المدير العام حول أوضاع العمال العرب في الأراضي العربية المحتلة".

وأكدت في كلمتها في الملتقي الدولي للتضامن مع شعب وعمال فلسطين على هامش مؤتمر العمل الدولي المنعقد في دورته 103، بالعاصمة السويسرية "جنيف"، أن تكرار هذه الأمور يستدعي معالجة سريعة، قائلة "العمال الفلسطينيون يعيشون في مأساة وتدهور في أوضاعهم المعيشية".

وطالبت بضرورة إيجاد حل عادل وشامل للنزاع من خلال حل الدولتين وأن تحقيق العدالة الاجتماعية يبقى رهين خلق فرص عمل وذلك لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال مبينة أن الحوار وحده الكفيل بالتوصل إلى حلول عادلة بما يحقق السلام الدائم.


فيما أعرب "برنت ولتون"، الأمين العام للمنظمة الدولية لأصحاب الأعمال، عن تضامنه الكامل مع عمال وشعب فلسطين، مشيرا إلى أن تقرير منظمة العمل الدولية متميزا حيث أنه يصف وضعا مأساويا وحزينا.

وقال "التعاطف وحده لا يكفي وإنما يجب أن تكون هناك أفعال وأنه ينبغي على المجتمع الدولي ألا يألوا جهدا لتحقيق السلام لأن ذلك هو الذي سيؤدي لنتائج حقيقية بالوصول إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة"، مشيرا إلى أستعداد أصحاب العمال لتقديم الدعم لخلق فرص العمل وإعطاء الحقوق لأصحابها في دولة فلسطين.

وأعلن "لوكرتبيك"، رئيس فريق العمال، خلال فعاليات مؤتمر العمل الدولي، تضامن فريق العمال مع عمال وشعب فلسطين، مبديا قلقه حول أوضاع العمالة في الأراضي العربية المحتلة والتي أشار إليها تقرير المدير العام لمنظمة العمل الدولية الذي يصف وضعا مأساويا للعمال حيث أنهم يعملون بدون حماية ويعانون من التمييز وكذلك من البطالة إضافة إلى أن أوضاع حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية متدهورة من جراء الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية.

وأكد على ضرورة بذل الجهود لإنهاء الاحتلال وأن انتعاش الاقتصاد الفلسطيني يستلزم تدابير حقيقية للوصول إلى الحل الذي نصت عليه قرارات الأمم المتحدة وبذل الجهود لمساعدة الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والوصول إلى سلام حقيقي.

فيما أكد الدكتور أحمد مجدلاني، وزير العمل الفلسطيني، أنه خلال هذا العام ستعقد العديد من الفعاليات التضامنية لتكريس حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وأوضح في كلمته أمام الملتقي الدولي لدعم شعب وعمال فلسطين ضمن فعاليات الدورة 103 لمؤتمر العمل الدولي المنعقد في العاصمة السويسرية "جنيف"، أن المصالحة الوطنية هدفها إنهاء حالة الانقسام وإعادة الزخم للقضية الفلسطينية لإقرار حق الشعب الفلسطيني في بناء دولته.

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية ما زالت ترغب في الجلوس على مائدة المفاوضات ولكي يتم ذلك ينبغي إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين والوقف الشامل للمستوطنات ومحاولات تهويد القدس ورسم حدود الدولتين.

وأكد أن تقرير مدير عام منظمة العمل الدولية، اتسم بالموضوعية ووصف الأوضاع التي يعاني منها الاقتصاد الفلسطيني بالصعبة، وأن هنالك تطورا في مضمون التقرير والتحليل والاستنتاجات، وأشار إلى أهمية زيارة البعثة العام القادم إلى الجنوب اللبناني.

وشدد على أهمية أخذه ملاحظات المجموعة العربية حول الوضع الفلسطيني بعين الاعتبار، مطالبا بإرسال بعثة خاصة إلى قطاع غزة لتقييم الوضع وتقدير الاحتياجات وللعمل مع المنظمات المختلفة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في قطاع غزة.

وناشد مكتب العمل الدولي مواصلة جهده ودعمه لدولة فلسطين فيما يتصل ببرامج الحماية الاجتماعية والتشغيل والتدريب، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع لمساهمة المجتمع الدولي في فرض السلام العادل والشامل.

وفي ختام الجلسة قام "مجدلاني" نيابة عن الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، رئيس دولة فلسطين، بتكريم أحمد محمد لقمان، المدير العام لمنظمة العمل العربية وسلمه الميدالية الذهبية، تقديرا لجهوده الكبيرة في تطوير العمل العربي المشترك وإسهاماته البارزة في دعم القضية الفلسطينية.
الجريدة الرسمية