رئيس التحرير
عصام كامل

ديلي ميل: قطر لعبت دور الوسيط للإفراج عن الجندي الأمريكي.. حمد بن جاسم كسب ود واشنطن منذ تبرعه لأسر ضحايا إعصار كاترينا.. وساطة الدوحة تؤكد علاقاتها القوية بالمتشددين في المنطقة

 الرقيب الأمريكي
الرقيب الأمريكي بيرجدال

قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن قطر لعبت دورا من وراء الكواليس لتأمين الإفراج عن الرقيب الأمريكي بيرجدال ومبادلته بخمسة سجناء من عناصر حركة طالبان.


وأضافت الصحيفة أن الدولة الغنية بالنفط وتطمح فى الاحتفاظ  باستضافة بطولة كأس العالم لعام 2022، أظهرت قطر العضو بمنظمة الأوبك موهبتها في الحفاظ على قنواتها المفتوحة مع الإسلاميين المحافظين في حين فشلت القوى العالمية في ذلك وعملت الأسرة الحاكمة في قطر بتحوط لضمان نفوذها والعملية الأمنية في الجزء المضطرب من العالم.

وأشارت الصحيفة إلى قدرة قطر لعملها كوسيط بسبب علاقاتها القديمة مع حركة طالبان وهي حركة مقاومة إسلامية فتحت مكتبا لها في قطر بالعام الماضي ولكن أغلق مكتبها بأسابيع بعد نزاع حول استخدامها لاسم إمارة أفغانستان الإسلامية ووضعت علما لها التي وضعته عندما كانت تحكم في أفغانستان عام 1990.

ونقلت الصحيفة عن كريستوفر ديفيدسون وهو متخصص في شئون الخليج في جامعة دورهام في بريطانيا "أنه لا يعرف متي مضت قطر في التواصل مع مبعوثي طالبات ولكنها وضعت حجر الأساس لإجراء محادثات، واستمرار قطر لاستراتيجيتها جعلها مفيدة للبلدان الأخري القوية لمساعدتهم في حل مشاكلهم".

ووصف وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية دور بلاده في مفاوضات مطولة كبادرة إنسانية عندما سئل عن ذلك في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، ولم يعط أي تفاصيل واكتفي بالقول "إن الثقة التي تتمتع بها قطر من كلا الجانبين ساعدت في تسهيل العملية مع الجانبين".

ونوهت الصحيفة أن دور الوسيط ليس بجديد على قطر التي لعبت دور الوسيط في محادثات السلام مع المسئوليين السودانيين والجماعات المتمردة في دارفور وعملها أيضا على استضافة جماعات المعارضة السورية التي تسعي للأطحة بالرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة عندما تعهدت بـ 100 مليون دولار مساعدات في عام 2005 لمساعدة الأمريكيين في التعافي من إعصار كاترينا.

كما أن قطر واحدة من الدول العربية التي توفر مساعدات عسكرية للهجمات التي يقودها قوات حلف الشمال الأطلسي ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي وعملت على نشر طائرات حربية وأسلحة للمتمردين الذين أطاحوا به فى نهاية المطاف.

وأضافت الصحيفة أن صحراء الدوحة موطن لقاعدة أمريكية تعمل كمركز للقيادة والخدمات اللوجستية الرئيسية للقوات الجوية الأمريكية في المنطقة، وأيضا شركة النفط الأمريكية اكسون موبيل لديها استثمارات كبيرة في صناعة الطاقة في قطر، وعملت قطر أيضا على توفير أماكن للأميركيين للتفاوض مع طالبان.

ولقد كشف موقع ويكليكس عن برقية أرسلها حمد بن جاسم للرئيس الأمريكي، لزرع الصداقة بين الدولتين عندما تبرع لإعصار كاترينا وفيما يبدو أنها كانت عملية مقايضة.

ولفتت الصحيفة إلى دعم قطر لحماس وهي العدو اللدود لإسرائيل على الرغم من مداعبة الدوحة لتل أبيب، وأيضا استمرار احتفاظها بالرجل الدين المصري يوسف القرضاوي الذي أغضب جيرانها في منطقة الخليج مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وأيضا إغضابها لمصر لدعمها جماعة الإخوان المسلمين.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى مزاعم الفساد ودفع رشاوي قطرية لاتحاد كرة القدم "الـ«فيفا»" للحصول على استضافة كأس العالم لعام 2022 ودفعها 5 مليون دولار ونفت قطر تلك المزاعم، وأيضا الظروف الصعبة التي يواجها العمال المهاجرين في قطر وموت الكثير منهم بسبب ظروف العمل الشقة التي تصل لحد السخرة، وهم يعملون في استعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم.
الجريدة الرسمية