رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: اختلافات كبيرة بين انتخابات مصر وسوريا.. الأسد لم يستطع تجاوز نسبة فوز السيسي.. أوباما دعم ثورة يناير لبسط نفوذ "الإخوان".. نتنياهو يفتح النار على أمريكا بسبب حكومة الوحدة الفلسطينية

 الصحف الأجنبية
الصحف الأجنبية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الخميس، بالعديد من القضايا الدولية التي كان من بينها مقارنة بين الانتخابات المصرية والسورية والتوترات الأمريكية الإسرائيلية لتأييد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.


وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الانتخابات وحدها لا تصنع الديمقراطية، في مقارنة بين الانتخابات الرئاسية المصرية والسورية.

انتخابات مصر وسوريا
وأشارت الصحيفة إلى فوز الرئيس السوري بشار الأسد بنسبة 88.7% وكان أمامه اثنان من المتنافسين، وأضافت الصحيفة أنه لم يكن من السهل أن يتجاوز الأسد النسبة التي حصل عليها رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وهي 96.9%،.

وأكدت تمديد الساعات في كل من دمشق والقاهرة أثناء إجراء العملية الانتخابية، مشيرا إلى هناك تناقض كبير على الصعيد الدولي للعمليتين الانتخابيتين، فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هرعوا لتهنئة السيسي عندما نشرت النتائج النهائية يوم الثلاثاء.

وتابعت أن حلفاء الخليج أعربوا عن سعادتهم لفوز السيسي ووعدوا بمزيد من الدعم النقدي لدعم الاقتصاد المصري الذي يئن تحت وطأة الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتطرقت الصحيفة إلى موقف الدول تجاه الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا، والتي رأوا أنها مختلفة، وأشارت إلى الأسد يجري ما أسمته مهزلة ساخرة تهدف لتعزيز موقفه في الداخل والخارج وضمان أي سلام لبلاده وهو احتمال بعيد الآن وسيكون وفقا لشروطه، بينما كان على العكس لمصر فجميع الحلفاء "روسيا وفنزويلا وإيران" رحبوا بالانتخابات وبنتائجها وأكد المراقبون إجراؤها بشكل ديمقراطي.

ولفتت إلى أن دول الربيع العربي، ومن بينهم تونس التي شهدت أول انتفاضة للربيع العربي تتمتع بحكومة شرعية ديمقراطية وبها تعددية سياسية، بينما ليبيا تعم فيها الفوضي بسبب ضعف الحكومة المركزية التي فشلت في كبح جماح المليشيات المستقلة، فضلا عن الصراع المستمر بين الإسلاميين بأشكالهم المتفاوتة والقومية.

وقالت:" إن أنظمة الخليج المستبدة تسعي للخروج من نفق الاضطرابات في حين تقمع الإسلاميين وغيرهم ممن يتحدونهم"، وأشارت إلى أنه في الجزائر انتخب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعد حصنا قديما ضد التطرف، وأكدت أن لبنان والعراق يخضعون للصراع الطائفي، وأشارت إلى أن اليمن شهدت انتقالا منظما للسلطة ولكنها مضطربة، مؤكدة أن الانتخابات لوحدها لا تصنع الديمقراطية.

السيسي يواجه تحديات
وأضافت الصحيفة أن السيسي يخضع لتحديات كبيرة لمعالجة الفقر والبطالة وجذب السائحين والاستثمارات الأجنبية، مشيرة إلى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك قمع الإخوان بينما النظام الجديد سيقضي عليهم لتحقيق الاستقرار الطويل للبلاد.

ورأت الصحيفة أن مستقبل الأسد أقل وضوحا بعد فوزه الحتمي ولكن مع حقيقة صارخة أن نسبة الذين أدلوا بأصواتهم في المناطق التي يسيطر عليها 40% فقط والمناطق التي لا تخضع له لم يصوت فيها.

وقال الأمريكي جون سميث الخبير بالاستخبارات الأمريكية: "إن دعم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لثورات الربيع العربي في مصر وليبيا كانت بهدف مساعدة ودعم سيطرة وبسط نفوذ جماعة الإخوان في الدولتين".

وأشار سميث إلى أنه من هذا المنطلق فإن صفقة تبادل الأسري التي نفذتها أمريكا بوساطة قطرية مع حركة طالبان ما هي إلا مجرد دفعة جديدة لشبكات قناة الجزيرة القطرية التابعة للدولة الخليجية التي تؤيد جماعة الإخوان.

وتحدث الخبير الأمريكي عن سحب عدد من دول الخليج لسفرائها من قطر في وقت لاحق بسبب ما أسموه انتهاكا خطيرا للأمن من قبل قطر التي تحتضن جماعة الإخوان والذي دفعها لتكون الرافض الوحيد لتنفيذ الاتفاقية الأمنية الخليجية.

وعاد جون سميث ليؤكد أنه بناء على ما سبق ذكره فإن نقل السجين الأمريكي المحتجز لدى طالبان إلى قطر يجب أن يُنظر له من زاوية أخرى، موضحا أنه يعكس استراتيجية متسقة بين البلدين ليس فقط في صالح الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، طارحا سؤالا بشأن الصفقة التي تمت لتبادل الأسري وهل اقتصرت على كونها تبادلا فقط أو تضمنت نقلا لمساعدات أمريكية إلى قطر.

ورأي موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى بيروت أمس الأربعاء، هي جزء لا يتجزأ من منعطف جديد لسياسة إدارة أوباما في محاولة للانخراط مع الحكومات العربية التي تقودها منظمات موالية لإيران مثل حزب الله في لبنان وحركة حماس بفلسطين.

وأكد الموقع أن مصادر بالحكومة الإسرائيلية كشفت نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمعارضة خطة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل صريح من خلال مواجهة الكونجرس الأمريكي بدعم دولته لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ساعيا لمساعدة اللوبي الإسرائيلي هناك لإصدار قرار بوقف مساعدات أمريكا للحكومة الفلسطينية.

أزمة بين واشنطن وتل أبيب
وأوضحت الصحيفة أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للبنان لأول مرة منذ خمس سنوات تأتي في أعقاب موافقة الحكومة الأمريكية على استمرار دعم وتمويل الحكومة الفلسطينية المدعومة من حركة حماس والتي تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية كجماعة إرهابية.

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي:"إن دولته ستعمل على دعم حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة طالما أنها لم تتعد الخطوط الحمراء دون أن يحدد ماهية هذه الخطوط"، كما وجه دعوة صريحة لأول مرة لإيران وروسيا وحزب الله للمشاركة في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب السورية.

وقال الموقع:"إن مصادر رفيعة المستوي بالقدس وجهت انتقادات عديدة لما أسمته احتضان أمريكا لجماعات وصفتها بالإرهابية"، مشيرة لما أعلنته الإدارة الأمريكية من الانفتاح في علاقاتها مع إيران وحزب الله والقيام بأعمال تجارية بالاشتراك مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.
الجريدة الرسمية