رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان": اختلافات كبيرة بين انتخابات مصر وسوريا.. "الأسد" لم يستطع تجاوز نسبة فوز "السيسي.. تحديات عظيمة أمام الرئيس المصرى ودول الخليج تدعم الاقتصاد المنهار.. مستقبل "بشار" غير واضح

 الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد

أكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الانتخابات وحدها لا تصنع الديمقراطية، في مقارنة بين الانتخابات الرئاسية المصرية والسورية.
وأشارت الصحيفة إلى فوز الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية التي أعطته ولاية ثالثة مدتها 7 سنوات وأعطي السوريون أصواتهم له ربما إمتنانا أو خوفا وفاز بنسبة 97.6% وهي نسبة كبيرة وضخمة حصل عليها في عام 2007 ولكن هذه المرة حصل على 88.7% وكان أمامه اثنان من المتنافسين.


وأضافت الصحيفة أنه لم يكن من السهل أن يتجاوز الأسد النسبة التي حصل عليها رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وهي 96.1%، مشيرة إلى تمديد الساعات في كل من دمشق والقاهرة أثناء إجراء العملية الانتخابية ولكن هناك تناقض كبير على الصعيد الدولي للعمليتين الانتخابيتين، فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هرعوا لتهنئة السيسي عندما نشرت النتائج النهائية يوم الثلاثاء.

وتابعت أن حلفاء الخليج أعربوا عن سعادتهم لفوز السيسي ووعدوا بمزيد من الدعم النقدي لدعم الاقتصاد المصري الذي يئن تحت وطأة الاضطرابات التي تشهدها مصر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وتطرقت الصحيفة إلى موقف الدول تجاه الانتخابات الرئاسية في مصر وسوريا، التي رأوا أنها مختلفة، فالأسد يجري مهزلة ساخرة تهدف لتعزيز موقفه في الداخل والخارج وضمان أي سلام لبلاده هو احتمال بعيد الآن وسيكون وفقا لشروطه، بينما كان على العكس لمصر فجميع الحلفاء روسيا وفنزويلا وإيران رحبوا بالانتخابات وبنتائجها وأكد المراقبون على إجرائها بشكل ديمقراطي.

ولفتت إلى دول الربيع العربي، ومن بينهم تونس التي شهدت أول انتفاضة للربيع العربي وتتمتع بحكومة شرعية ديمقراطية وبها تعددية سياسية، بينما ليبيا يعم فيها الفوضي بسبب ضعف الحكومة المركزية التي فشلت في كبح جماح المليشيات المستقلة، فضلا عن الصراع المستمر بين الإسلاميين بأشكالهم المتفاوتة والقومية التي وضعت في قالب سياسي لهم.

وأوضحت أن أنظمة الخليج المستبدة تسعي للخروج من نفق الاضطرابات في حين تقمع الإسلاميين وغيرهم ممن يتحدونهم، وفي الجزائر انتخب بوتفليقة الذي يعد حصنا قديما ضد التطرف، ولبنان والعراق يخضعون للصراع الطائفي، وشهدت اليمن انتقالا منظما ولكنها مضطربة، فالدرس المألوف الآن أن الانتخابات لوحدها لا تصنع الديمقراطية.

وأضافت الصحيفة أن السيسي يخضع لتحديات كبيرة لمعالجة الفقر والبطالة وجذب السائحين والاستثمارات الأجنبية، فحسني مبارك قمع الإخوان بينما النظام الجديد سيقضي عليهم لتحقيق الاستقرار الطويل للبلاد.

ورأت الصحيفة أن مستقبل الأسد أقل وضوحا بعد فوزه الحتمي ولكن مع حقيقة صارخة أن نسبة الذين أدلوا بأصواتهم في المناطق التي يسيطر عليها 40% فقط والمناطق التي لا تخضع له لم يصوت فيها.
الجريدة الرسمية