رئيس التحرير
عصام كامل

منصور رئيس جدير بالاحترام!


من حق الرئيس عدلي منصور أن يلقى التكريم الشعبى والرسمى لما قدمه من عطاء للوطن، ولنجاحه في قيادة السفينة إلى بر الأمان رغم ما أحاط بها من عواصف وأنواء.

أعاد المستشار الجليل الاعتبار إلى منصب الرئاسة بعد أن لحقه الهوان في الداخل والخارج خلال حكم الرئيس الإخواني، وأدار الدولة بكفاءة واقتدار في أحلك الظروف التي مرت على مصر طوال تاريخها.

قبل منصور أن يتحمل المسئوليات الجسام في فترة تميزت بعدم الاستقرار وغياب شبه كامل للدولة المصرية.. ومحاكمة تجرى لرئيسين سابقين.. وكان هذا المشهد وحده كفيلا لأن يدفعه للاعتذار عن عدم تحمل المسئولية في ظل فوضى غير مسبوقة قد تعرضه لما لا يحمد عقباه، ولكنه قبل بشجاعة منقطعة النظير امتثالا لرغبة الشعب المصري، ولم يهتم بالحملات الشرسة التي شنتها ضده جماعة الإخوان، ومحاولتها التشكيك في قدرته على إدارة دولة مهددة بالانهيار.

نجح المستشار الجليل في إسقاط العقيدة التي حاول نظام مبارك ترسيخها في عقول المصريين.. بأنه لا يوجد في مصر من يستطيع تحمل مسئولية الرئاسة، تلك الأسطورة التي مكنت مبارك من الجلوس على كرسى الرئاسة أكثر من ثلاثين عاما، عمل خلالها على تجميد مؤسسات الدولة، ومكن رجاله الذين تشعبت مصالحهم على حساب البسطاء، من تفريغ تلك المؤسسات من أصحاب الكفاءات حتى لا ينافسهم أحد على المناصب التي احتلوها.

وبدا المشهد طوال تلك السنوات، كما لو أن مصر لا يوجد بها من يقدر على القيادة سوى مبارك وحاشيته.. ولو أنهم رحلوا فستغرق سفينة الوطن.. وكانت عبارته الشهيرة «إما أنا أو الفوضى» وقامت الثورة التي قفز عليها الإخوان، وزعموا أنهم يحملون الخير لمصر.. وانتظر الناس أن تتحقق وعودهم التي لم تسفر إلا عن حقيقة واحدة.. إما أن يحكموا المصريين أو يقتلوهم..
ولم يقبل الشعب حكم الإخوان الاستبدادي.. وصحح مسيرة ثورة يناير في يونيو وتخلص من حكم الإخوان.

رحل مبارك ولم تغرق مصر.. كما حذرنا، وعزل مرسي بإرادة شعبية غير مسبوقة، ورسم الشعب خارطة الطريق لإنقاذ الوطن وتولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور إدارة الدولة، وحقق العديد من الإنجازات على طريق استكمال خارطة الطريق.. ومهد لإصدار أفضل الدساتير التي عرفتها مصر، وشهد العالم كله بنزاهة الانتخابات الرئاسية وعدم تدخل الدولة في مراحلها كافة.

غرس منصور العديد من القيم التي يحتاجها أي رئيس قادم، فقد رفض أن يحصل على راتب رئيس الجمهورية واكتفى بالراتب الذي يحصل عليه من المحكمة الدستورية العليا، ورفض أن تحصل أسرته على أي مزايا.. وقد شهد العالم ابنه وهو يقف في طابور المسافرين بمطار القاهرة.. ويرفض أن تفتح له قاعة كبار الزوار.

أتذكر عبارة منصور التي جاءت في خطابه الأول.. علينا التوقف عن إنتاجنا صناعة الطغاة فلا نعبد من دون الله صنما ولا وثناء ولا رئيسًا.

الجريدة الرسمية