رئيس التحرير
عصام كامل

التحرش بعقل ومستقبل مصر..!


يبدو أن «التحرش» لم يعد جنسيًا فقط، وإن كان الأخير هو الأكثر إثارة وجذبًا للأنظار.. لكنه اتخذ أشكالًا عديدة.. فالاعتراض على قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بمد يوم ثالث للتصويت وهو حق أصيل لها طبقًا للقانون هو تحرش بالقانون وحقوق المواطنين.. ومظاهرات الإخوان وعنفهم في الشوارع والجامعات تحرش بالدولة.. وخروج حفنة ممن يطلقون على أنفسهم نشطاء أو «حقوقيين» ضد قانون تنظيم التظاهر هو تحرش بالقانون وسيادته..


وتهديد بعض المنتمين لتيارات سياسية مختلفة بمقاطعة الانتخابات قبل أن تبدأ هو تحرش بإرادة الشعب الذي قال كلمته في التصويت بـ«نعم» للدستور، وفى خروجه المتكرر المتدفق بالملايين لتأييد خارطة الطريق وتفويض الجيش بمحاربة العنف المحتمل منذ ٢٦ يوليو الماضى وحتى اليوم.

أليس التعدى على أفراد الجيش والشرطة وزراعة المتفجرات في الشارع، واستهداف الأكمنة الأمنية تحرشًا بالدولة.. أليس قيام أنصار أحد المرشحين الرئاسيين بتشويه المرشح المنافس تحرشًا سياسيًا يضر بالديمقراطية.. أليس من الأفضل التركيز على المعركة الحقيقية لإخراج البلاد من عثرتها السياسية والاقتصادية ووضعها على خريطة العالم المتقدم.. والإجابة عن الأسئلة المصيرية مثل: كيف نقضى على الأمية والفقر والمرض والتخلف والإرهاب؟!

حين تحتكر فئة لا تزيد على ١٠٠ شاب الحديث باسم الثورة وتصر على تحويلها من أداة للتغيير واجتثاث الفساد بشتى صوره، وتحقيق العدالة لاضطرابات بهدف إسقاط الدولة في براثن الفوضى.. أليس ذلك تحرشًا بالثورة..؟!

ثم حين تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى في تعليم الشباب المغرر بهم طرق تصنيع القنابل والمتفجرات.. أليس ذلك تحرشًا بعقل ومستقبل هذا البلد.. ثم حين يترك بعض القيادات الجامعية الذين جاءت بهم الانتخابات في ظروف استثنائية ليعبثوا بعقول أبنائنا ويحرضوهم على مواصلة العنف في الجامعات.. أليس ذلك تحرشًا بالتعليم الجامعى.. فماذا فعل وزير التعليم العالى لوقف هذه الفوضى.. ثم أليس استعداء الخارج ضد مصر تحرشًا بالوطن لصالح أعدائه..؟!

أليس الفاسدون ومن يهدرون موارد الدولة متحرشين بأمنها القومى ومستقبل أجيالها.. أليس إغفال الانتهاكات الموجهة ضد الشرطة والجيش يوميًا تحرشًا بمبادئ حقوق الإنسان وانتقائية ممقوتة من جانب المتشدقين بحماية الحقوق والحريات؟!

أتصور أننا في حاجة لإعادة النظر في معنى كلمة «تحرش» فقد صارت رداءً يتسع لكل الخطايا..!!
الجريدة الرسمية