رئيس التحرير
عصام كامل

«حمدين» المتناقض!!


لا شك أن «إقرار» حمدين صباحي بخسارته في الانتخابات الرئاسية وقوله بأنه يحترم اختيار الشعب موقف نبيل كان يمكن أن يحسب له لو توقف عند هذه الكلمات، أو زاد عنها قليلا، بتهنئة الفائز وتمنياته له بالتوفيق. ولكنه لم يفعل حمدين.. وضرب كرسي في الكلوب كما يقولون إرضاء لحملته.. وغروره.. وعدم تصديقه للهزيمة القاسية التي مني بها أمام المرشح الفائز المشير السيسي.

فقال حمدين إنه لا يستطيع أن يعطي أي مصداقية للأرقام عن نسبة المشاركة وأن الأرقام المعلنة «إهانة لذكاء المصريين»!! أي والله قال هذا وأكثر فشكك في العملية الانتخابية واتهم الدولة بعدم حيادها بل طعن فيها.. ثم يعود ويقول في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد إعلان مؤشرات النتيجة غير الرسمية.. «لا نعتقد أن هذه الخروقات والانتهاكات التي شابت العملية الانتخابية يمكن أن تؤثر على نتيجتها النهائية» منتهى التناقض يا حمدين!!

كنت أتمنى بمن أشاد بموقف حمدين من بعض كتابنا وسياسيينا أن يعتبوا على حمدين بما قاله في المؤتمر من اتهامات وإساءات لم يكن لها سند من الواقع.

وعيب أن تقال في هذا التوقيت وهناك من استغلها للإساءة لمصر! ولكنهم لم يفعلوا للأسف وتجاهلوا قصدا وعمدا ذكر هذه الحقائق وهذه مصيبة إعلامنا وسياسيينا!! هاجم حمدين الجميع.. رغم أنه يعرف مسبقا شعبية المشير السيسي.. ويعلم أكثر أن نسبة فوزه صفر!

حمدين يعرف كذلك أن سلبيات هذه الانتخابات كانت محدودة.. وأن جميع من راقبها وتابعها من منظمات المجتمع المدني المحلية والعربية والأفريقية والعالمية أشاد بنزاهتها.. وكان هذا ردا حاسما على مروجي الأكاذيب والأضاليل سواء من الميديا المحلية أو الخارجية وخاصة قناة الجزيرة المضللة.

تحية تقدير لكل المصريين الذين نزلوا للتصويت بهذه الأعداد الكبيرة غير المسبوقة في تاريخ مصر وخاصة النساء دون ضغوط أو رشاوى لأول مرة.

وأخيرًا.. أقول كان يمكن لحمدين صباحي أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه رغم أنه الخاسر.. إلا أنه لم يفعل ولم يقرأ الواقع جيدا وطبيعي أن تخرج النتائج بهذا الشكل وسط مزاج عام مصري يرى المشير السيسي البطل المنقذ.. وأنه الرجل المناسب في المكان المناسب..

أما حمدين فهو غير مصدق لما حدث وحصوله على أرقام هزيلة في أهم انتخابات رئاسية قدم نفسه فيها بأنه مرشح الثورة.. وأنه الأحق والأجدر لقيادة مصر.

أما الحقيقة التي يتجاهلها حمدين.. أنه سقط في أعين الكثير لتناقض مواقفه بل تغييرها أحيانا وفي سبيل إرضاء البعض على حساب مصلحة الوطن.. أضر بنفسه.. وأساء إلى مصر وسمعتها.. عكس المرشح السيسي الذي كان واثقا من نفسه هادئا ويضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار.. لم يسئ إلى حمدين.. ولم يقل غير الحقيقة والمقتنع به لذلك كله انتخبه الشعب باكتساح!!.
الجريدة الرسمية