رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات مستقبل حكم المشير.. تزايد العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة.. استقطاب التنظيم الدولي للشباب.. اختفاء حمدين صباحي إعلاميا لفترة مؤقتة.. ذكاء السيسي يجبره على تحقيق طموحات الشعب

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسي

بعد أن حسمت معركة الانتخابات الرئاسية نظريا وعمليا لصالح المرشح عبد الفتاح السيسي ولم يتبق سوى الإعلان رسميا خلال الساعات المقبلة عن النتيجة بدأ الجميع يتحدث عن السيناريوهات المستقبلية لأهم الملفات المطروحة ودور القوى السياسية في ظل تواجد المشير على رأس الحكم لمدة 4 سنوات وما هي أهم القرارات التي ينتظرها الجميع من المشير عقب توليه الحكم في العديد من القضايا والتي يأتى في مقدمتها التصدي لإرهاب جماعة الإخوان ضد رجال الجيش والشرطة بشكل خاص، ومؤسسات الدولة بشكل عام.


وانطلاقا من تصريحات المشير قبل عملية الانتخاب، التي أكد فيها أنه لن يسمح بوجود تيار جماعة الإخوان فقط، وإصراره الواضح، كما يبدو، على التصدي لجماعة الإخوان والقضاء على هذا التنظيم لأسباب عديدة، أولها عدم وجود شرعية قانونية للتنظيم أو الحزب السياسي المنبثق عنه وهو حزب الحرية والعدالة.

تزايد العمليات الإرهابية

ويرى محللون أنه من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة خاصة الأيام الأولى من حكم المشير تزايدا ملحوظا في العمليات الإرهابية في محاولة يائسة من الإخوان، لإرباك الدولة وإفشال طموحات المصريين في الرئيس الجديد.

إلا أن الوضع في هذه الحالة سيكون له رد فعل قاس من قبل مؤسسات الدولة، يدعمها قرارات من المشير المستند في هذه الحالة لظهير شعبي بالملايين، فوضه في القضاء على الإرهاب مرة ثانية نتيجة وعوده الانتخابية، بعد أن فوضه مرة سابقة أثناء توليه وزارة الدفاع وتفويض الشعب له بالملايين في 26 يوليو الماضي.

ويرى البعض أنه من المتوقع أن يلجأ التنظيم الدولي للإخوان إلى سياسة الاعتذار، خاصة مع فئة الشباب، في محاولة أخرى للعودة للمشهد، وربما تتم عن طريق ترشيح بعض المنتمين لها بشكل معلن في الانتخابات البرلمانية القادمة.
التغيير الوزاري
كما ستشهد الأيام التالية للانتخابات الرئاسية تغييرًا وزاريًا، إلا أن أغلب التوقعات تقول إن المشير السيسي سيجدد الثقة في حكومة المهندس إبراهيم محلب، التي تلقى قبولًا لدى الكثيرين وتواجد رئيس الحكومة في جولات بالمحافظات، واهتمامه بالقضايا العامة وأسلوبه الرصين في القضاء على الأزمات.

الاعتماد على أصحاب الخبرة

ولن يمنع هذا تفكير السيسي الآن في الاعتماد على أصحاب الخبرة في كافة المجالات، كذلك الشباب، وربما يستمر مستشارو الرئيس عدلي منصور في مهام عملهم مع المشير السيسي، إلى جانب جلب الخبرات المصرية المهاجرة وغيرهم للمشاركة في بناء النهضة العلمية.

كما سيعتمد السيسي في إدارة الدولة على القيادات في تولي المناصب، على أن يكون لديهم أولوية الفكر في الأمن القومي وإدارة الأزمات، مع وجود عدد لا بأس به من الشباب الدارسين بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بجانب هذه القيادات، وهو ما سيلقي قبولًا واسعًا لدى فئة الشباب.

وستكون قضايا الأمن والطاقة من أوائل الملفات على مكتب المشير، لكون الأمن هو العمود الأساسي لبناء أي دولة، مع حرصه على أن يتم ذلك في إطار قانوني منظم، يحترم آدمية وحقوق الإنسان ويعتمد على رفع المعاناة عن الأسر الفقيرة، عن طريق الدعم ومنع دعم الوقود للأغنياء وأصحاب السيارات الفارهة، وهو ما سيوفر قرابة الـ140مليار جنيه سيتم استخدامها لصالح الفقراء، مع الانتهاء السريع لمشروع المليون وحدة سكنية المعلن عنه عن طريق شركة إماراتية.

اختراع الجيش

أيضا العمل على الانتهاء من اختراع القوات المسلحة لاكتشاف وعلاج فيروس "سي"، والذي تم الإعلان عنه منذ شهور بعد أن أعطوا لأنفسهم مهلة حتى 30 يونيو القادم، لعمل المزيد من الأجهزة والتمكن من استخدامه على مستوى الجمهورية، كنوع من ترسيخ جدران الثقة بين القوات المسلحة والشعب.

أحلام الشعب

ولعل فطنة وذكاء السيسي، تجبره على تحقيق أكبر قدر من طموحات الشعب، خاصة أنه ينظر عن قرب فيرى اثنين من رؤساء مصر السابقين داخل القفص الحديدي، متهمين في عدة قضايا، وهو ما لن يسمح به السيسي أن يحدث معه، لكونه يعرف مطالب الشعب المصري ويتابع آراءه، نتيجة خبرته وعمله السابق مديرا للمخابرات الحربية، قبل أن يتولى وزارة الدفاع في عهد مرسي.

 حمدين يختفي

وعلى الجهة المقابلة، نجد حالة من الضبابية حول المستقبل السياسي للمرشح حمدين صباحي، الذي لم يحصل على 25% من عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012، وهو ما يؤكد أن الشعب المصري يتعامل مع المتغيرات المتواكبة مع ما يتمناه، دون صنع المرشح أو الرئيس الإله.

وفى المرحلة المقبلة، سيلجأ حمدين صباحي لعدم الظهور الإعلامي خلال الأيام القادمة، على أن ينتظر أي خطأ من نظام المشير للتربص به وانتقاده بهدف العودة للمشهد السياسي.

روسيا لها دور في المرحلة المقبلة

وقد لعب التعاون المصري الروسي دورًا كبيرًا في تحديد سياسة مصر الخارجية بعد أن زار المشير روسيا قبل تركه حقيبة وزارة الدفاع، وهو ما كان إشارة واضحة بأن الجيش المصري لا يعتمد على أمريكا بشكل كامل في التعاون العسكري، بل كانت الزيارة لمزيد من التعاون المصري الروسي، وقابل المصريون تلك الخطوة بترحيب نتيجة العلاقات التاريخية التي كانت تجمع عبد الناصر بروسيا.
الجريدة الرسمية