ربط مدارس صناعية بالمصانع.. ودورات تدريبية على أخلاقيات العمل
أكدت أمنية البحراوي عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للأثاث سابقا وعضو إدارة شراكة الاثاث، أن ندرة العمالة الفنية من أهم المشكلات التي تؤرق العديد من القطاعات الإنتاجية التي تعلن كل فترة عن توافر آلاف من فرص العمل لديها ولكنها لا تجد من يطلبها، وذلك على الرغم من معاناة مصر من تزايد معدلات البطالة خاصة بين خريجي المدارس الصناعية.
وكشفت أمنية عن اختيار مدارس صناعية: اثنتين في دمياط وواحدة في كل من 6 أكتوبر(أبو رواش) والشرقية والقليوبية وأسيوط وإسكندرية لتطويرها وتحويلها إلى نظام التعليم المزدوج، حيث يحصل الطالب بجانب التعليم النظري على تدريب عملي داخل مصانع الأثاث.
وقالت إن وحدة الشراكة بالتعاون مع برنامج التدريب المهني طورت حزما تدريبية متخصصة على مهن التنجيد والدهانات والنجارة اليدوية والعربية والحفر على الخشب وتشغيل الماكينات خاصة العاملة بنظام التحكم الرقمي، مشيرة إلى أن نجاح تلك التجربة سيسهم في حل أكثر من مشكلة تواجه المجتمع أهمها البطالة المتزايدة بجانب تردي أخلاقيات الجيل الجديد من العمال وأيضا مشكلة مجتمع الشباب الباحث عن فرصة عمل بأجر مناسب.
وأوضحت أمنية أن البرامج التدريبية تم إعدادها بالتعاون مع رجال الصناعة لتلبية الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل، خاصة أن كثيرا من المصانع على استعداد لتقديم التدريب العملي لطلبة المدارس مع صرف مكافآت لهم أثناء فترة التدريب.
وقالت إن أهمية ربط الصناعة بمناهج التدريب أن مصر لديها ثروة بشرية لا تعوض ممثلة في شيوخ المهنة وما يطلق عليه العامل الأسطى، حيث يتمتعون بمستوى مهني وحرفي متميز خاصة في الأعمال اليدوية مثل النجارة العربي والحفر على الخشب وشغل النحاس، وللأسف هذه المهارات لا يستفاد منها حاليا في تدريب أجيال جديدة من العمالة الفنية، ولهذا نأمل من خلال هذا التزاوج بين التعليم النظري والعملي أن ننقل تلك الخبرات للأجيال الجديدة ونحافظ على هذه المهن من الاندثار.
وأضافت أن البرامج التدريبية يمكن أن يستفيد منها العمالة الموجودة حاليا وأيضا الجديدة، مشيرة إلى أن أهم عائق أمام إحداث طفرة بحجم ونوعية العمالة الفنية نظرة المجتمع السلبية للعمل المهني وهو ما يتطلب تغيير هذه الثقافة السلبية للعمل الحر والحرفي، ولهذا نسعى لتخصيص جزء من المعونات التي تتلقاها مصر لتطوير التعليم المهني لإعداد حملة إعلامية تخاطب الشباب والمجتمع بوجه عام تبرز أهمية العمل الحر والحرفي ومساهمته في بناء نهضة الدول التي سبقتنا مثل ألمانيا.