جمعة الكوميديا!
قتل عاصم عبدالماجد، بيديه وبأيدى رجاله أكثر من مائة ضابط وجندى فى ساعة واحدة..غدرا وغيلة.. بمديرية أمن أسيوط عام 81 ..بينما قتل الإسلامبولى رئيس الجمهورية ورفاقه وضيوفه.. فى دقائق معدودات.. فى مشهد واحد.. من العام نفسه!
وبينما كان عاصم فى السجن الذى يستحقه..كان تلاميذه وأعضاء جماعته يقطعون الطرق..يحطمون الحفلات والأفراح..يؤدبون أساتذة الجامعة لتهمة خطيرة جدا وهى ضبطهم يسيرون مع زوجاتهم اللائى هن أساتذة فى الجامعة أيضا!!
وحين كان عاصم مسجونا..فى السجن الذى يستحقه..كانت الجنازير والمطاوى الأداة الوحيدة والعاجلة المستعجلة..لرجاله وأعضاء جماعته..لتأديب كل المخالفين له ولهم..ليس فكريا وأيديولوجيا فحسب..بل والمختلفين معهم دينيا وسلوكيا واجتماعيا..وأحيانا وظيفيا!
وحين كان سيادته سجينا - فى السجن الذى يستحقه - شهدت مصر على يد رجال عصابته..أول نموذج لحرب أهليه مصغرة فى تلك المنطقة الواقعة بين سمالوط شمالا إلى نجع حمادى جنوبا..فهناك..قتلوا ضباط الشرطة وجنودها..وقتلوا الأقباط واقتحموا كنائسهم وسرقوا محالهم!
أما عن السياحة والسائحين فحدث ولا حرج.. من ضرب الفنادق والاعتداء على القطارات إلى العدوان على الأتوبيسات إلى إطلاق النار على المراكب والعبارات..وفى حين كان سجينا سيادته - فى السجن الذى يستحقه- حدثت مذبحة الأقصر الشهيرة..حين قام رجاله بذبح علنى لعشرات الأمنين المستأمنين على أرواحهم وأموالهم..فى معبد حتشبسوت الشهير..ليشهد التاريخ القديم على أبشع جرائم التاريخ الحديث..على الإطلاق!
وعندما يكون "عاصم" زعيما لجمعة نبذ العنف..ومعه عصابته..ورموزها..والتائبين عن التوبة..وكل هذه الوجوه العابسة ..وكل هذه الشعارات والشارات والهتافات والتهديدات والتوعدات..فلا حل أمامنا إلا القول..إننا كنا أمام أطول اسكتش فى تاريخ الكوميديا فى مصر..لكنها كوميديا..للأسف وللأسى أسود من السواد!