رئيس التحرير
عصام كامل

أين حمرة الخجل!


وصفت الصحافة العالمية إقبال المصريين في الخارج على سفاراتهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، بأنه غير مسبوق وهي حقيقة أكدتها المقارنة بين أعداد الذين صوتوا في الانتخابات والاستفتاءات السابقة.. وبين أعداد المشاركين لاختيار رئيس مصر القادم.


ولم يستطع الإعلام الغربي الذي لا يخفي تحفظه على ما يجري في مصر عقب ثورة يونيو التي أزاحت الإخوان عن الحكم، من تجاهل الطوابير الممتدة أمام السفارات وإصرار الناخبين على الوقوف ساعات طويلة من أجل ألا يتخلفوا عن المشاركة في حدث يتوقف على نتائجه مصير الوطن.

وجه هذا الإقبال صفعة قوية على وجوه أعداء مصر الذين استخدموا كل الوسائل غير المشروعة للتأثير في قرارات المصريين في الخارج ودعوتهم إلى مقاطعة الانتخابات واستخدام بعض الرموز الدينية التي كانت موضع احترام ذات يوم، ثم اختارت أن تقدم أبلغ إساءة إلى ماضية.. أما تحت إغراء أموال البترول.. أو لتمسكها بأيديولوجية الجماعة الإرهابية التي يرفضها الشعب المصري، ولعلنا نذكر فتوى شيخها بتحريم المشاركة في الانتخابات.

لم يعبأ المصريون بفتاوي التكفير رغم الدعاية المضادة وأساليب الترغيب والترهيب التي استخدمت في تركيا وقطر، وقد فشلت جميعها في دفعهم إلى المقاطعة، بل جاءت نتيجتها مخالفة تمامًا.

اختار المصريون تحدي تلك الأساليب الرخيصة.. وتسابقوا في التوجه إلى لجان الانتخاب لاختيار رئيسهم القادم.. وتلقين أعداء مصر درسا لن ينسوه.. إن أصوات المصريين لا تباع ولا تشترى.

والغريب في الأمر.. إنه بينما فشلت القنوات الفضائية المعادية في تشويه هذا الإنجاز الكبير.. بعد أن نقلت قنوات فضائية محترمة مشهد طوابير المصريين المشاركين بالصوت والصورة، جاءت بعض آراء النشطاء المصريين مخالفة لما رصدته أجهزة الإعلام العالمية.

لم يخجل أحدهم من وصف الإقبال بأنه مؤشر سلبي يزعم أن أعداد المشاركين لا تتناسب مع أعداد المصريين في الخارج.
وينطلق الناشط السياسي من هذا الافتراض إلى تفسير ظاهرة عدم الإقبال «!!» بأنه يرجع إلى «تذمر الشباب الذي يشعر بحالة ظلم بين بسبب البطالة وعودة القبضة الأمنية واسترجاع رموز نظام مبارك».

الناشط السياسي غير المحسوب على جماعة الإخوان «بلوك» نفسي عباراتهم قبل توجه المصريين في الداخل للتصويت بأيام معدودة، ويحقق سواء بوعي أو بغير وعي أهداف الجماعة في دفع الشباب إلى المقاطعة، وقد تجد لديهم بعض المصداقية لأن الذي يرددها لا يرتدي عباءة الإخوان.

تجاهل الناشط حقيقة أن الذين أدلوا بأصواتهم في الخارج ليسوا جميعًا من الذين اجتازوا مراحل الشباب.. بل معظهم من الشباب المعارض لهؤلاء النشطاء.. وجماعة الإخوان!
وإن غدًا لناظره قريب..
الجريدة الرسمية