رئيس التحرير
عصام كامل

«واشنطن بوست» تكشف أسباب عدم انسحاب «حمدين» من «الرئاسية» ومقاطعة الشباب لـ«التصويت».. تقرير يؤكد: «4 أخطاء» لـ«السيسي» جعلته «ضحية

حمدين صباحي المرشح
حمدين صباحي المرشح الرئاسي

دخلت الانتخابات الرئاسية مرحلة النهاية من خلال العبور إلى آخر أيام الانتخابات, فما بين أخطاء وحقائق تسير العملية الانتخابية وفقا لما أشارت اليه بعض التقارير الصحفية, في ظل أخطاء ارتكبها المرشح عبد الفتاح السيسي ومنافسه حمدين صباحي، هذه الحالة سارت جنبًا إلى جنب مع تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عرضت فيه 5 حقائق عن الانتخابات، في الوقت الذي انتشر فيه جدل سياسي بشأن تفاوت التصويت في اليوم الثالث، مع التأكيد على دور الشباب "الحاسم" في الانتخابات.


أخطاء السيسي الأربعة

هناك أخطاء وقعت فيها حملة المشير عبد الفتاح السيسي ,وفقا للمراقبين, جعلته "ضحية"، فطبقا لرؤيتهم فشلت الحملة في ترجمة الشعبية الجارفة التي يتمتع بها المرشح الأوفر حظًا إلى أصوات في صناديق الاقتراع، ما دفع اللجنة إلى أن تقرر مدّها 24 ساعة إضافية.

وعلي رأس هذه الاخطاء الإفراط في الثقة بالفوز، حيث تعاملت الحملة مع السباق الانتخابي على أن نتيجته محسومةٌ سلفًا لصالح مرشحها، وأن الحشود الهائلة ستتدفق على لجان الانتخابات لمجرد المحبة الجارفة التي يكنها قطاع كبير من المصريين للمشير، حتى إنهم طالما ألحوا عليه في الترشح، وهنا غاب عن مسئولي الحملة أن محبة المصريين شيء، والتوجه إلى صناديق الاقتراع شيء آخر، ما يتطلب جهدًا هائلًا على الأرض، وذلك بهدف حشد الجماهير إلى مراكز الانتخاب.

أيضا لم تستطع الحملة الوصول إلى المناطق النائية في صعيد مصر والمحافظات الحدودية، فضلًا عن القري في محافظتيْ الدلتا ووجه بحري، وظنت أن المؤتمرات الجماهيرية في العاصمة والإسكندرية تكفي، وكذلك اللقاءات التليفزيونية لأعضاء الحملة، وهذا هو السبب الثاني، كما انهم لم يركزوا على "الغلابة" والمهمشين والبسطاء، ما جعل العديد من المراقبين يصفون "السيسي" بأنه ضحية حملته، لأن هموم الفقراء -تحديدًا- تحتل مكانًا واسعًا في فكر وقلب الرجل، غير إن الحملة لم تستطع أيضًا تسويق هذا الفكر القائم على العدالة الاجتماعية والخروج من دائرة الفقر والعوز.

أما السبب الثالث فيتعلق بسماح قيادات الحملة بعدد من الوجوه المحسوبة على نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ومشاهير رجال أعماله، الذين أثروا في عهده وكوّنوا ثروات طائلة بطرق غير مشروعة، بالتمسح بالحملة والمشاركة في الدعاية للمشير عبر حملات تليفزيونية مدفوعة الأجر، وكذلك تعليق لافتات ولوحات إعلانية ضخمة بالطرق والميادين الرئيسية.


وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها أعطت خصوم السيسي سلاحًا قويًا، للزعم بأن فوز السيسي يعني "عودة فلول مبارك"، على نحو أثار غضب قطاعات واسعة من الشباب التي قررت "عقاب" الحملة بالعزوف عن المشاركة.

أما السبب الرابع فيتمثل في ترك مهمة الحشد الميداني أيام التصويت لأحزاب أعلنت دعم المشير، مثل "الوفد" و"التجمع" و"المصريين الأحرار"، في حين أنها أحزاب ضعيفة لا تملك قواعد على الأرض، حتى حزب "النور" السلفي الأكثر شعبية لم يستطع توجيه أنصاره لتأييد السيسي، وخلت طوابير الانتخابات من السلفيين.

وطبقا لما روته بعض التقارير الصحفية فهناك خمس حقائق انتخابية, أولها "النتائج شبه المحسومة"، استنادًا على تصويت المصريين المغتربين، في حين"الإخوان إما مقاطعون أو في السجون"، بعد إعلان الإخوان مقاطعتهم للانتخابات الرئاسية، ثم جاء "برنامج السيسي الانتخابي: المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة والقضاء على الإخوان المسلمين".


بينما جاءت الحقيقة الأخرى في أن "احتمالات كبيرة لوقوع أعمال عنف خلال يومي الاقتراع"، ورغم تراجع هجمات المتشددين في الأشهر الأخيرة في مصر، إلا أن الدولة لا تزال تواجه تمردًا على مستوى منخفض وثمة احتمال لاستهداف مراكز الاقتراع في المناطق المضطربة شمال سيناء.


وأخيرًا "من المرجح أن تبقى مصر حليفةً للولايات المتحدة، رغم الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان في عهد السيسي"، إلا أنه من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم المساعدات العسكرية لمصر لمحاربة المتشددين وللحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

مصير الانتخابات بأيدي الشباب

هناك أيضا موقف الشباب من الانتخابات والمشاركة فيها ,إذ يشكل الشباب الرقم الصعب في الانتخابات، واتجاهاتهم التصويتية من حيث المشاركة أو المقاطعة تبدو عاملًا حاسمًا في تحديد نسبة الإقبال النهائية، لأنهم يشكلون بمفردهم أكثر من نصف الهيئة الناخبة في البلاد.

ويعود السبب الرئيسي في تراجع أعداد الناخبين في اليومين الأولين إلى عزوف الشباب عن المشاركة لعدة عوامل ,يمكن أن نجملها في: إلقاء القبض على عدد من النشطاء وصدور أحكام بالسجن ضدهم، فضلًا عن صدور قانون التظاهر الذي تنظر إليه قطاعات عديدة من الشباب على أنه "انتكاسة" لثورة يناير، ويمثل قيدًا على الحريات العامة بنظر هؤلاء، مع إحباط العديدين من أبناء الجيل الجديد من شعبية المشير عبد الفتاح السيسي، باعتباره يرمز بنظرهم إلى ما يُسمى بـ "حكم العسكر" ويتخوفون من أن يكون بداية لعودة "الدولة البوليسية" و"فلول مبارك".

ويميل الشباب لتبني التوجهات الأكثر تشددًا، وهو ما يتوازي مع حالة التحولات السريعة التي تعيشها مصر، في ظل هيمنة الجيل الأحدث، لينعكس ذلك في ارتفاع معدلات الاحتجاجات بعد ثورة 25 يناير، وميل المجموعات السياسية الرئيسية للصدام الذي يأخذ أشكالًا عنيفة في بعض الأحيان.

بيان "صباحي"

وعلي الجانب الآخر وجّه المرشح الرئاسي حمدين صباحي خطابًا إلى الشعب، من خلال بيان رسمي صادر عن حملته الرسمية فجر الأربعاء، تعليقًا على الأزمة التي نتجت عن قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث، معلنًا استمراره في سباق الانتخابات.


وأضاف بيان صباحي :"إننا نرى أنه لولا قرار مشاركتنا في الانتخابات، الذي لم يكن قرارًا فرديًا ,بل كان تعبيرًا عن إرادة شركاء متعددين، وتعبيرًا عن مشروع لتقديم بديل أمام المصريين، لما انكشف كل هذا الحجم من التجاوزات والانتهاكات، ولما سقطت الأوهام التي حاول البعض الترويج لها كثيرًا على مدى الشهور الماضية فأسقطها الشعب المصري بعبقريته بأقل من 48 ساعة ,رغم كل الزيف والتضليل والتشويه، ولما تمكننا من بلورة تحالف وطني ديمقراطي بدا واضحًا في هذه الانتخابات، وما له من وزن مؤثر وكتلة حقيقية قادرة على تقديم بديل حقيقي للمصريين".


وشدد صباحي أن حملته تعرضت لحجم واسع من الانتهاكات والاعتداءات والتجاوزات، وأن شخصيات عامة تعرضت للتحرش والتضييق بسبب دعمها له، مشيرًا إلى أنه لولا خوضه لسباق الرئاسة لما انكشفت كل هذه التجاوزات والانتهاكات.

الجريدة الرسمية