رئيس التحرير
عصام كامل

رجل الشدائد.. والأزمات


لقد اختارت "مشيئة الله" رجالا "أفذاذا" أنقذوا أممهم في ساعة الشدة، مثل تشرشل وديجول.. كما اختار لمصر رجلًا وطنيًا أنقذها من خطر الإخوان صنيعة الاستعمار والاستخبارات العالمية، تلك الجماعة التي خاض الأمريكان حربهم ضد الإسلام تحت لوائها حتى كادت هوية مصر تضيع لولا انحياز السيسي لإرادة الشعب في 30 يونيو ليضع حدًا لحكم الإخوان الفاشي.

واليوم، يتقدم السيسي ليحمل مسئولية إدارة المرحلة الحرجة المقبلة بإرادة شعبية تراهن على قدرته على العبور بالبلاد من النفق المظلم الذي حفره الإخوان لمصر والمنطقة كلها خصوصًا ما عرف بدول الربيع العربي الذي حولوه إلى خريف مخيف ومفزع !!

لقد كان السيسي يدرك خطورة ما يفعل، حين قرر السباحة ضد تيار جارف تدفعه أمواج الإخوان والأمريكان ومن جرى في فلكهم.. وضع الرجل روحه على يديه.. لم يبال بالفشل ولا بالمشانق التي تنتظره إذا ما أخفق في مسعاه؛ وهو للأسف ما يتجاهله البعض الآن عمدًا وجهلًا.

لم يبال السيسي بما ينتظره من مصير مؤلم إذا ما فشلت الثورة ضد الإخوان بل تحرك ببصيرة المؤمن الواثق بتأييد الله ومعاونة الشعب الذي طالب قائد الجيش بالتحرك لإنقاذ مصر من الدمار والتقسيم الذي يهدد المنطقة كلها.

سوف يسجل التاريخ للسيسي أنه واجه أزمة عاصفة ومؤامرة تعددت أطرافها وخاض حربًا ضروسًا ضد إرهاب أعمى لا يعرف للدماء حرمة ولا للأوطان حدودًا وذمة ولا للتاريخ معنى أو دروسًا وعبرًا.

شرعية الإنجاز والانحياز للإرادة الشعبية هي التي بوأت السيسي هذه المكانة في قلوب كثير من المصريين، ولولا جسارته وتحمله المسئولية الخطيرة في وقت الشدة نيابة عن ملايين المصريين الرافضين لحكم الإخوان لتحولت مصر إلى سوريا أو عراق أو سودان أو لبنان، والقائمة تطول، وهو ما لا يقدره المرشح المنافس وأعوانه..!!

ولأن الشعب هو المعلم وهو مصدر الشرعية ومانعها.. فقد استدعى بوعيه الفطري المشير السيسي لصدارة المشهد وطالبه بالترشح للرئاسة مرارًا وتكرارًا للعبور من المحنة إلى المنحة، وإنقاذ البلاد المتألمة المتطاحنة المستنزفة ليبدأ إنجازًا جديدًا في موقع آخر يعضد شرعيته في واقع متخم بالأزمات والمشكلات.. إنجازًا يعيد للبلاد وحدتها وسلامة نسيجها الوطنى وتماسك جبهتها الداخلية ويحصنها ضد رياح الفتنة والنزاعات والانقسامات.

يدرك السيسي بخلفيته الإستراتيجية أننا إزاء معركة طويلة الأمد لن يكل أعداؤنا في إطالة أمرها لإنهاك الدولة وتوهين عزم المواطن حتى ينصرف عن قيادته.. معركتنا مع الإرهاب والفقر والأمية والتخلف والمرض وتراجع المكانة هي الأساس.. معركة لا يملك الفقراء - وما أكثرهم عندنا- ترف انتظار نتائجها.

يدرك السيسي حتمًا أن الإنجاز الحقيقي هو ما يترك مردودًا إيجابيًا على المواطنين خصوصًا المهمشين والمعوزين الذين لن يأكلوا أرقامًا عن التنمية.

لم يقدم السيسي خطابًا شعبويًا يدغدغ عواطف الجماهير ولا وعودًا براقة وشعارات جوفاء، ولا أمسك كغيره بالعصا من المنتصف بل قدم خطابًا متوازنًا جادًا وصارمًا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية، خطابًا يضع أسسًا عريضة لحل الأزمات الاقتصادية ووضع مصر على خريطة العالم.

السيسي صانع الأمل والبهجة لدى المصريين خاطب العقل بجدية وقدم تصوره للمستقبل بوضوح، وأظهر احترامه لدولة القانون وأحكام القضاء، وقال إن الناس خصوصًا المهمشين والفقراء سيشعرون بالتغير خلال عامين، وأعلن موقفه من قانون التظاهر وضرورة استعادة هيبة الدولة وتمكين المرأة.. والأهم ضرورة النهوض بمصر.

لم يلجأ الرجل لوعود براقة ولا حاول خداع البسطاء لشراء أصواتهم بل ظهر واثقًا بقدرته على تنفيذ خططه وبرامجه وتمكين الشباب الذي يمثل المستقبل.

إننا إزاء مرشح رئاسي تم اختباره في موقع المسئولية، وأثبت جدارته ونجاحه، وهاهو يقدم رؤيته للمستقبل دون أن يتاجر بسعادة شعبه أو يزايد في شعاراته.. فقد تعود أن يكون رجل أفعال وتاجر سعادة إذا ما نجح في حل المشكلات المزمنة لمصر؟!

رجل بكل هذه المواصفات يستحق أن يكون رئيسًا لمصر.. وكما خرج شعب مصر عن بكرة أبيه في 30 يونيو نريده أن يخرج اليوم وغدًا، ليثبت للعالم كله أننا شعب جبار نختار بإرادتنا الحرة مستقبلنا ورئيسنا. 

الجريدة الرسمية