فجر الأحلام الكاذب
عندما تعجز بلدان “التحرير والديمقراطية” عن تحقيق أحلامها، تسعفها القوى الخيرية بتنشيط الأحلام فتتهلوس حسب الأصول، لا يجوز أن تكتشف أن الوعود كانت كلاماً فارغاً، وأنها انخدعت على طريقة "ريا وسكينة": "يختي عليها . . جات رجليها"، ولا تجد أحلاماً بديلة عن طريق الشمّ أو التدخين أو الأقراص، الخبر يجعل الدماغ يفور، ينفث دخاناً مثل بركان إيسلندا، بعد انهيار النظام الليبي، أصبح لليبيا ستون ألف طالب ثانوية وجامعة، مدمني مخدرات من الهيروين إلى حبوب الهلوسة والماريجوانا. والماريجوانا يسمّونها في المغرب العربي “التكروري”، لأنها كانت تجلب من تكرور في السنغال، وربما المقصود مملكة تكرور القديمة، وتشمل موريتانيا، السنغال، مالي، نيجيريا، النيجر، تشاد إلى دارفور في السودان. المهم هو ألا علاقة للتكروري (الماريجوانا) بقول شكيب أرسلان: “أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب وفيضي آبار تكرور درّا . . شيمتي شيمة الكرام ونفسي . . نفس حرّ ترى المذلة كفرا” .
التراجيكوميديا هي أن أعداداً هائلة من الطلاب الليبيين غير مدمنين، ولكنهم عاكفون على الاتجار والترويج، والتهريب سخيّ لا ينضب له معين. هكذا يكون تشجيع الشعوب على الحلم بالغد المتهلوس، غد التنمية والعدالة على طريقة المثل: "حدّثني عمّن أحب ولو كذباً" . هو ذا الفجر الكاذب .
العراق هو الآخر لم يكن معروفاً برواج المخدرات . بعد التحرير والديمقراطية، صار المزارعون يعرضون عن زراعة الأرز وغيره، ويزرعون الخشخاش. هكذا يستريح الناس من الماركسية التي تدعي أن الدين أفيون الشعوب. وهكذا يصبح الأفيون ديدن الشعوب.
الدنيا تتطوّر مثلما يتطور الداء الخبيث، منطقة الريف المغربي، التي أنجبت محمد عبدالكريم الخطابي، صارت مزرعة كبرى للحشيش. الخطابي الذي سار إليه جنرال إسباني بجيش وهو يريد تناول قهوة في بيت البطل المغربي انتقاماً، فكانت القهوة دماء عشرين ألف جندي إسباني دفنوا في الريف الشريف. الخطابي كان ملهما.
أفغانستان التي أعجزت الإنجليز والروس والأمريكان، صارت تنتج خمسة وتسعين في المئة من الأفيون والهيروين من مجموع إنتاج المعمورة سابقاً، ما هذه المصادفات السعيدة التي تأتي كلها بعد التحرير والديمقراطية؟
في الجزائر وتونس ومصر الحبل على الجرار. وفي غزة وحدها خمسة وعشرون ألف مدمن. مزارع لبنان مزدهرة بالماريجوانا. أما اليمن فله ذائقة أخرى. "ما الحب إلا للحبيب الأول": القات الذي هو الميقات، هو القوت والياقوت.
لزوم ما يلزم: يقول دوستويفسكي: "عندما يخفق الذكاء، يتدخل الشيطان" . الأمة فقدت ذكاءها .
نقلاً عن الخليج الأماراتية
التراجيكوميديا هي أن أعداداً هائلة من الطلاب الليبيين غير مدمنين، ولكنهم عاكفون على الاتجار والترويج، والتهريب سخيّ لا ينضب له معين. هكذا يكون تشجيع الشعوب على الحلم بالغد المتهلوس، غد التنمية والعدالة على طريقة المثل: "حدّثني عمّن أحب ولو كذباً" . هو ذا الفجر الكاذب .
العراق هو الآخر لم يكن معروفاً برواج المخدرات . بعد التحرير والديمقراطية، صار المزارعون يعرضون عن زراعة الأرز وغيره، ويزرعون الخشخاش. هكذا يستريح الناس من الماركسية التي تدعي أن الدين أفيون الشعوب. وهكذا يصبح الأفيون ديدن الشعوب.
الدنيا تتطوّر مثلما يتطور الداء الخبيث، منطقة الريف المغربي، التي أنجبت محمد عبدالكريم الخطابي، صارت مزرعة كبرى للحشيش. الخطابي الذي سار إليه جنرال إسباني بجيش وهو يريد تناول قهوة في بيت البطل المغربي انتقاماً، فكانت القهوة دماء عشرين ألف جندي إسباني دفنوا في الريف الشريف. الخطابي كان ملهما.
أفغانستان التي أعجزت الإنجليز والروس والأمريكان، صارت تنتج خمسة وتسعين في المئة من الأفيون والهيروين من مجموع إنتاج المعمورة سابقاً، ما هذه المصادفات السعيدة التي تأتي كلها بعد التحرير والديمقراطية؟
في الجزائر وتونس ومصر الحبل على الجرار. وفي غزة وحدها خمسة وعشرون ألف مدمن. مزارع لبنان مزدهرة بالماريجوانا. أما اليمن فله ذائقة أخرى. "ما الحب إلا للحبيب الأول": القات الذي هو الميقات، هو القوت والياقوت.
لزوم ما يلزم: يقول دوستويفسكي: "عندما يخفق الذكاء، يتدخل الشيطان" . الأمة فقدت ذكاءها .
نقلاً عن الخليج الأماراتية