الإعلام البيئى بين النظرية والتطبيق
تراجعت الدولة عن دورها في التوعية البيئية في السنوات الماضية وكان هذا سبب كل المشاكل التي يعانيها الشعب المصرى الآن من عشوائية الباعة الجائلين وتراكم المخلفات وإلقائها في الطرق عشوائيًا ومشاكل المرور ومشاكل الصحة العامة وغيرها الكثير والكثير والقاعدة الكبرى لهذه المشاكل وغيرها هي غياب الإرشاد البيئى وعدم احترام وتفعيل قوانين البيئة.
ولكى تنهض مصر من نعاسها لابد لأجهزة الدولة الإعلامية من النهوض وتفعيل دورها في إلقاء الضوء على المشاكل البيئية وطرح الحلول ومتابعة التنفيذ ولو خصص التليفزيون المصرى في كل قنواته فقرات إعلان وإرشاد بيئى مجانى على مدى اليوم مثله مثل أي إعلان مدفوع الأجر، وكذلك إجبار القنوات الخاصة بتفعيل وبث إرشادات مماثلة مع خصم ثمن هذه الفقرات من ضرائبها لعملت الحكومة على تهيئة المجتمع بالمشاركة الفعالة في تطوير مصر وتوفير الجهد على الداخلية والجهات المعنية بفرض العقوبات على المخالفين لقوانين البيئة.
فالإعلام جهاز قوى وخطير إذا لم يتم توجيهه لصالح المجتمع لزادت عشوائية الشعب ولابد أن تأخذ تقارير الإعلام البيئى محل جزء كبير من اللقاءات الحوارية المملة داخل البلاتوهات ولابد أن يكون أفراد الشعب ومشاكلهم البيئية هو البطل في كل البرامج.
وللأسف قد أصاب الإعلام الشعب المصرى بالملل واللا مبالاة وهيأ للمجتمع المناخ المناسب للإرهاب بإلقاء الضوء على نماذج غير مشرفة وعميلة على أنهم صفوة المجتمع ثم يكشف الشعب عن وجهوهم الحقيقية فيصاب بعدم المصداقية لكل ما يُعرض عليه وأصبح الشك سلاح الجميع وأصبح كل منا منتميا إلى نفسه وبيته فقط.
فلكى تستعيد مصر وشعبها قوتها كعهدها السابق لابد لها من إعلام حقيقى له إستراتيجية واضحة تجاه كل ما يخص المواطن المصرى مهما كانت الطبقة التي ينتمى إليها فكلنا مصريون.
مجرد أن يشعر المواطن البسيط بأن حكومته تهتم بغذائه وصحته ورفاهيته باهتمامها بنظافة الشوارع وتجريم وحبس وتغريم كل من يجور على حق الشارع الفقير قبل الشارع في المناطق الغنية من تعديات المحال على حق الرصيف واحتلال الشوارع بالقوة من قبل مواقف الميكروباصات والتكاتك وغيرها لوجدنا من هذا الشعب ما لم نتوقعه.. فقد أصبح ما نراه الآن من عشوائية بيئية وإعلامية قانونا عرفيا أقره الجميع وتعايش معه كأنه حق مكتسب لمن يفعله.
وهنا يأتى دور الإعلام بالتوجيه والإرشاد لتهيئة المجتمع لتفعيل دور البيئة والنظافة في حياة المصريين حتى لا يبث الفاسدون والحاقدون سمومهم في آذان الناس ويقنعونهم بأن الحكومة تحارب الفقراء في أرزاقهم حينما تأتى لتحارب المتعدين على حق الشارع المصرى وهذا بالطبع يأتى بعد دراسة البدائل وطرح الحلول بشرط أن تخضع كل الدراسات البيئة لكل المقاييس العلمية من الفكرة والتجربة ثم التعميم والتفعيل.
إن ما أطرحه الآن ليس اختراعا بل هي أشياء كانت موجودة في طفولتى وقد تعلمنا منها الكثير حتى علم الإتيكيت وطريقة الأكل والعلوم برغم قلة القنوات حينذاك فقد كانت قناتين فقط زادت عليها القناة الثالثة التي بدأت بنشاط إعلام بيئى عال جدًا ثم تراجعت كغيرها وحل محل الإعلام الجيد دراما رخيصة وبرامج توك شو لا فائدة منها وضاع المجتمع وانقسم حتى وصلنا إلى ما نحن فيه.
فلو بدأنا مؤقتًا بالقنوات التي تمتلكها الدولة مثل قنوات التليفزيون والفضائية المصرية وقناة مصر الزراعية التي تمتلكها وزارة الزراعة ووضعت خطة جديدة لخريطة برامج إعلام بيئى يصبو لتحقيق نتائج فعالة على الأرض ويعمل بجدية وتوظيف الدراما وكل إمكانيات الإعلام لخدمة البيئة لوصلنا إلى القمم بلا مبالغة.
فنحن شعب ننتظر فقط من يُشعرنا بقيمتنا وقيمة أرضنا وسنفعل المستحيل وسينبهر العالم مما نقدمه لأنفسنا والعالم أجمع.
فقد صدق سيادة المشير عبد الفتاح السيسي حين راهن على الشعب المصرى حينما قال إنه يملك العصا السحرية لتقدم الأمة مشيرًا للشعب المصرى.. فإن لم نتقدم بيئيًا فكأننا نتوضأ بماء الصرف الصحى فلا وضوء ولا صلاة لنا.. فلك الله يامصر حماك الله ورعاك.