رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا نضحك على أنفسنا "أحزابنا ساقطة"..!!


هل تظن أحزابنا المدنية أن الإخوان وحلفهم سوف يقفون مكتوفي الأيدي تجاه ما يحدث.. أم أنهم سيتركون هذه الأحزاب الورقية تتكلم في منابرها الإعلامية وفي الفضاء الإلكتروني ثم ينصرفون هم كعادتهم البراجماتية لإدارة المعركة في مكانها الصحيح ويسرقون البرلمان القادم.. كما سبق أن سرقوا ثورة 25 يناير والبرلمان الفائت المنحل.


يا رجال الأحزاب اسألوا قواعدكم.. هل تحركت مؤشرات تأييدكم في الشارع.. هل ازدادت شعبيتكم أم بقيت على ضالتها تتآكل بمضي الوقت.. هل أعددتم خطة للتحرك بين الجماهير ودفعها للتصويت لصالحكم.. هل قرأتم بعين الخبير السياسي ما سوف تفرزه انتخابات البرلمان المقبل..؟!

الطريق إلى الديمقراطية يبدأ بأحزاب سياسية عفية وراشدة تملك رؤية وبرنامجًا وآليات لتنفيذهما.. أحزاب تستمد قوتها من انتشارها في الشارع وطرحها الحلول ومساعدة الجماهير في تجاوز أزماتها اليومية.. هل قرأت أحزابنا تجربة أردوغان في تركيا رغم رفضنا سياسته تجاه مصر.. وسر نجاح حزبه في الانتخابات البلدية رغم فضائح رئيسه المتعلقة بالفساد..؟!

كلمة السر في نجاح (العدالة والتنمية ) التركي هي تأييد الجماهير التي تري بعينيها حجم الإنجازات، وما تتمتع به من خدمات حقيقية وتنمية اقتصادية أعمت أبصارها عن أحاديث الفساد.. فشرعية أردوغان هي شرعية الإنجاز.. فاعتبروا يا أولى الأبصار!.

مصر في حاجة إلى حيوية سياسية ورشد في ممارسات الأحزاب.. وفي حاجة متجددة إلى بث الأمل في أوصال الجماهير حتى تزداد مشاركتها السياسية وإيمانها بضرورة تحمل المسئولية تجاه الوطن.. وهذا لن يتأتي إلا بأحزاب ناضجة تمارس العمل السياسي بمختلف درجاته وصنوفه.. أحزاب تتعايش فيها الأجيال وتتداول المناصب بسلاسة ومنهجية وموضوعية.. أحزاب يتدرب فيها الشباب على القيادة وفنون التأثير الشعبي وقبول الآخر والاحتكام للشفافية والمنهج العلمي في تناول المشكلات.. فإذا صدق الناس الأحزاب ازداد انتسابهم إليها، وتنامي وعيهم بقضايا وطنهم وواجباتهم نحوه، وتخلوا طواعية عن السلبية والعزوف عن المشاركة؛ تلك الآفة الكئود في حياتنا السياسية منذ عقود.

لا شك أن مزاج المصريين لا يزال متعكرًا بسبب ما يجرى من عنف وسوء في الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، وتصدع في بنية المجتمع جراء الفتنة التي زرعها الإخوان في السنوات الماضية.

ورغم كثرة أحزابنا (92 حزبًا) فإن الناس يكادون لا يعرفون أسماءها.. فإذا عجزت تلك الأحزاب عن تعريف الناس بها فهل من المنطق أن تنجح في تعريفهم ببرامجها وخططها فضلًا عن إقناعهم بالانتساب إليها أو انتخاب أعضائها في البرلمان.. ثم ألم ينعكس ذلك على الخريطة السياسية فلم يزد عدد المنتسبين للأحزاب على 4% من الشعب.. وهذه حقيقة قاسية ينبغى ألا تغفلها الأحزاب وقادتها..!!

لهذا كله سقطت الأحزاب من حسابات الناس ولم تعد فقط من ورق في نظرها بل من قش.. ولم يعد لها دور يذكر في الانتخابات الرئاسية.. وأخشى أن يسرق منها البرلمان القادم ليكون "حجر عثرة " في طريق الرئيس الجديد وتنفيذ برنامجه لإنقاذ مصر وهو ما يخطط له الإخوان بالفعل.. انتبهوا ياسادة.

الجريدة الرسمية