رئيس التحرير
عصام كامل

الغيرة محرك كيد النساء

فيتو

"إن كيدهن عظيم".. و"كيد النسا غلب كيد الرجال"، كلها معتقدات راسخة في أذهان الجميع، عن انتقام المرأة الذي لا يضاهيه انتقام، وقوتها وجبروتها عند إثارة حفيظتها، بل معظم الرجال يؤكدون أن الشيطان لا يمكنه أن ينافس المرأة في كيدها.


لكن ما هو كيد النساء، وهل الرجال ملائكة يمشون على الأرض ولا يكيدون لأحد، ولا ينتقمون من أجل كرامتهم وكبريائهم؟

تؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن أن كثيرا من الناس يرددون أن "كيدهن عظيم" ليصفو كيد المرأة التي أخذت على مر العصور صفة الكيد، وأن كيد الشيطان لا يقارن بكيد المرأة، فهو تلميذها مستشهدين بالآية التي ذكرت في سورة يوسف "قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"، متجاهلين أن في نفس سورة يوسف، ذُكر كيد للرجل في قوله تعالمى: "قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ".

تضيف سهام أن هذا يثبت أنه كما أن هناك كيدا للمرأة، وأيضا كيدا للرجل، ولكن معتقداتنا وثقافاتنا ألصقت الكيد فقط بالنساء.

وتشير الخبيرة النفسية إلى أن المنظور الاجتماعي لمعنى الكيد عند المرأة هو استخدام ذكائها العاطفي في الوصول إلى ما تريده، مع اقتران ذلك دائما بالانتقام إما من الرجل، أو من امرأة أخرى قد اعترضت طريقها في الحياة.

وتؤكد سهام أن الذي يحرك المرأة لاستخدامها كيدها ضد الرجل هي الغيرة، والذي يحرك إحساس الغيرة هو الخوف والغضب، كخوفها من فقدان حبيبها أو زوجها، والغضب من اقتراب خطر يهدد علاقتها بحبيبها كامرأة أخرى، أو مشاكل يثيرها الرجل تعكر صفو حياتهما معا، وهنا تبدأ المرأة في تدبير الخطط، لاستعادة الهدوء للحياة، من منظورها الشخصي.

وتحذر الخبيرة النفسية النساء من التمادي في السير وراء الكيد الذي قد تكون عواقبه وخيمة، فلابد من تحكيم العقل أولا، وأن تتحكم أيضا في انفعالاتها.

وتضيف سهام أن دوافع الكيد عند الرجل لا تختلف كثيرا عن دوافع كيد النساء، إلا أنه يزيد عليه التفكير بالعقل الذي يحرك الرجل لحب الوصول والنجاح ومراعاة مصالحه الشخصية، وهنا قد يكون أخطر من كيد النساء، فالمرأة تحكمها عواطفها، أما الرجل فيحكم كيده عقله.



الجريدة الرسمية