بداخل كل فتاة "أم"
الأمر لا يرتبط بالسن مطلقًا فعندما تضع الأم أنثى هي تلد "أم"، أم لأخيها في الصغر وتكون بمثابة أم باهتمامها بأبيها وأمها في الكبر، تعتبر الأمومة أطهر العلاقات على وجه الأرض علاقة لا تربطها المصحلة.
كل المحاولات حتى تكوني أم مثالية ترضى الجميع حتى أولادك ستكون قد حُكم عليها بالفشل مقدمًا.. لا يوجد شخص مثالي على وجه الأرض، مسابقة الأم المثالية عبثية صاحبها معلوم منذ البداية، لا أظن أن هناك أم مثالية شاركت فيها من قبل.. حاولي ألا تكوني مثالية تمردي على الواقع..
كوني صديقة لأولادك قريبة منهم.. بعض المرح معهم لن يضر، لن تكوني فاسدة إذا تطلب الأمر بعض الحركات الصبيانية من أجل إسعادهم، لا بأس بقليل من الحرية في التعامل مع الغرباء.. فكيف يطلب من الأولاد أن يكونوا مستعدين للعيش في هذا المجتمع دون الاختلاط به.. لماذا لا نُعجل نحن بالصدمة في المجتمع حتى نستطيع أن نمتص غضبهم علينا..
أن تربي أولادك على الفضيلة وتخفي عنهم مفهوهم الرذيلة وأنه لا يوجد غير تلك الفضائل والنفوس الطاهرة يزيد الأمر تعقيدًا.. لما لا تطلعيه على الاثنين وتدعى له حرية القرار حين يكون قد اكتمل عقل ونضج فكره.
تمردي على المثالية ربما تنجحي في صنع جيل لا يعاني من أمراض نفسية يستطيع الإصلاح ولا يمل أبدًا وربما يكون لديه استعداد أن يطرح فكرة ويؤمن بها ويعمل مخلصًا من أجلها دون أن يخجل حتى يقنعنا بها..
تذكري دائمًا أن تلك المشاعر الصافية النبيلة لا علاقة لها سيدتي بحبك للأطفال.. الأطفال أصحاب العيون الملونة والشعر الأصفر والبشرة البيضاء الصافية.. هؤلاء الملائكة التي وضعت صورهم على علب الألبان ومنتجات الأطفال.. لو أردتي اختبار مدى إحساس الأمومة بالنسبة لك اذهبي إلى الشارع انتقي أكثر طفل مشرد متسخ ملطخ بالتراب وشعره مجعد وجهه يخالطه المخاط حاولي احتضانه؛ مدى تقبلك لهذا الطفل تتناسب طرديًا مع أمومتك..
