رئيس التحرير
عصام كامل

66 عامًا والمثقفون يرون النكبة مستمرة.. ياسين: واقع النكبة الآن أشد إيلاما.. زين العابدين: مفيش حد حر إلا بعد تحرير فلسطين.. صلاح عيسى: فتح وحماس سبب استمرارها.. لويس جريس: لا أحد يتذكر الواقع المر

فيتو

تأتي الذكرى الـ 66 لنكبة فلسطين التي بدأت في 15 مايو 1948 والعالم العربي يموج بثورات الربيع التي لم تكتمل وحالة من التخبط والضبابية في المشهد وانغماس كل دولة في شأنها الداخلي وتعقد مفاوضات السلام برعاية أمريكية وحق عودة اللاجئين والنازحين.

المثقفون كيف يرون النكبة وأسبابها واستمرارها "فيتو" استمعت إلى آراء عدد منهم فأرجع بعضهم السبب إلى الاستعمار الذي وقعت تحت طائلته الدول العربية، فيما يرى البعض أن الانقسامات بين فتح وحماس سبب في استمرار النكبة وآخرون اعتبروها قضية أمن قومي مصري، وتساءل الآخر عن سر تأخر العرب في حين يتقدم العالم.

لماذا يتقدم العالم ويتأخر العرب:
يقول الكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين: إنه لا يدري لماذا يتقدم كل العالم بينما العرب يتأخرون، متمنيًا أن يخرج الله الأمة العربية مما هي فيه من الخليج إلى المحيط؛ حتى نفلت من فخ النكبة التي وقعت فيها أمتنا.
وأضاف ياسين: ما يزال واقع النكبة فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا قائمًا كما هو منذ عام 1948 إلى يومنا هذا، إن لم يكن أكثر.

قضية أمن قومي مصري:
ويقول الشاعر زين العابدين فؤاد إنه دومًا متعاطف مع القضية الفلسطينية؛ فكتاباته طول الوقت ترى أن القضية الفلسطينية محورا أساسيا من محاور النضال.
وأضاف فؤاد أن القضية الفلسطينية قضية مصرية خالصة، وقضية أمن قومي مصري، كما أنها أساسية في كل نظام إنساني ضد الاستعمار الاستيطاني.
وتابع: إن القضية قضية تحرر وطني؛ ففلسطين تقريبا الدولة الوحيدة المستعمرة إلى الآن بنوع فظيع من الاستعمار وهو الاستعمار الاستيطاني. ويختتم فؤاد: "مفيش حد حر إلا لما تتحرر فلسطين".

فتح وحماس سبب النكبة الحالية
ويقول الكاتب الكبير صلاح عيسى: إن النكبة الفلسطينية -الآن- وصلت إلى ذروتها، وفي تقديره السبب الرئيس فيها هو انشقاق الكيان الفلسطيني بإقامة دولتين وهميتين.

وأضاف عيسى أن هذا الانشقاق سحب كثيرًا من الدعم الشعبي في العالم العربي أو العالم كله للقضية الفلسطينية، وهو ما أدى إلى تهميشها وتحولها إلى قضية في درجة متأخرة جدًا من الاهتمام عربيًا وعالميًا.
وتمنى عيسى أن تنجح المفاوضات التي بدأت بين فتح وحماس؛ لإعادة الوحدة الفلسطينية، وإن كان ليس متفائلًا بنجاح هذه المصالحة، والتي لا تزال الأمل الوحيد لإنقاذ القضية الفلسطينية.

الاستعمار الإنجليزي والفرنسي السبب
ويقول الناقد لويس جريس: إن النكبة الفلسطينية ما زالت مستمرة حتى اليوم، على الرغم من وجود معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، فإسرائيل ما زالت تعتدي على الحدود المصرية وتقوم بالاستفزازات التي تجعلنا نشعر أن النكبة ما زالت مستمرة، وإن أخذت أشكالًا أخرى.

وذكر جريس أنه لحسن الحظ أن الناس لا تتذكر اللحظة الأليمة في حياة الأمة العربية، ذلك أن ما حدث في ذلك اليوم وأطلق عليه اسم النكبة كان أمرًا غير مفهوم، حيث زعم الجيش الإسرائيلي أنه يتفوق على سبعة جيوش عربية، وبالطبع هذا لم يكن حقيقيًا.

وأضاف أن البلاد العربية في ذلك الوقت كانت مستعمرة من إنجلترا وفرنسا، ولم يكن أمرها في يدها فمصر كانت ملكية، وكان يحتلها الإنجليز، فكانت إنجلترا تعلم كل ما يحدث في مصر قبل المصريين أنفسهم.

وأشار جريس أن النكبة ليست هزيمة الجيوش العربية كما أعلنت الصحف الإسرائيلية، ولكن إعلان تفوق الاستعمار، وعلينا أن نتذكر هذا اليوم بغضب شديد، حيث إننا نُكبنا ونُكسنا ونحن لا نملك من أمرنا شيئًا، فالاستعمار يلصق بنا هزائم مريرة، وما زلنا لا نستطيع أن نتحد حتى نواجه هذا الظلم.
الجريدة الرسمية