رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في حوار «رويترز»: نريد مساعدة واشنطن.. ونحذر من أفغانستان جديدة.. الإرهاب يمس الغرب لا محالة.. ونسعى لتهدئة الوضع الليبي.. نبحث عن علاقة مستقرة مع إسرائيل. و100 يوم ليست كافية

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسى


دعا المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح لانتخابات الرئاسة، الولايات المتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الإرهاب، و"تجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط".


كما دعا السيسي، في مقابلة مع وكالة "رويترز" للأنباء، الخميس، الولايات المتحدة إلى استئناف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويا والتي جمدتها واشنطن جزئيا بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين العام الماضي.

ووجه السيسي رسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلا فيها: "نحن نخوض حربا ضد الإرهاب". وأضاف: "الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة، لو مصر مش مستقرة يبقي المنطقة مش هتبقي مستقرة".

ليبيا القذافي

وتابع السيسي: "احنا محتاجين الدعم الأمريكي في مكافحة الإرهاب. محتاجين المعدات الأمريكية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب". واستطرد أن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب أصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر.

وطالب المرشح الرئاسي، الغرب بأن "يستكمل مهمته بتحقيق الاستقرار داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا قبل ما يتخلي عنها". وأضاف أن على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه.

إرهاب في الغرب

وواصل السيسي حديثه، بلهجة عامية: "احنا لازم نكون متحسبين من انتشار خريطة الإرهاب في المنطقة وأنا أتصور أن في دور للغرب في ذلك، هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا"، مشددا على ضرورة أن ينتبه الغرب لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي تنمو وتزداد، مؤكدا "الإرهاب سيمس الغرب لا محالة".

وشدد السيسي على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا، في انتقاد غير مباشر للسياسة الغربية في سوريا؛ خاصة أن الولايات المتحدة وأوربا تدعم مقاتلي المعارضة الساعين منذ ثلاث سنوات لإسقاط الرئيس بشار الأسد، ما تسبب في انتشار الجماعات الإسلامية المسلحة، وتمزيق البلاد.

وحدة سوريا

وعاد السيسي للهجته العامية ليقول: "أنا باتكلم على إن الحل السلمي هو الحل المناسب"، مضيفا أن وحدة سوريا لصالح أمن المنطقة، وأنه لا يجب تحويل سوريا إلى منطقة جاذبة للعناصر الإرهابية والمتطرفة ما يهدد المنطقة بالكامل". وتابع: "لازم ده يحصل وإلا هنشوف أفغانستان تانية ومفتكرش إن إنتوا عايزين تعملوا أفغانستان تانية في المنطقة".

وتوضيحا للصورة في مصر قال المرشح الرئاسي، وزير الدفاع السابق، إن الجيش اضطر للتدخل بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد احتكار الإخوان الحكم.

وواصل: "كل الوقت ما بيمر بتتضح الصورة أكتر للجميع. والناس بتدرك والعالم بيدرك إن اللي حصل في مصر ده كان إرادة الشعب المصري. وماكانش يقدر الجيش يتخلي عن شعبه وإلا كانت هتحصل حرب أهلية. احنا مش عارفين كانت هتوصل إلى أي مدي."

شعب يرفض المصالحة

وأكد السيسي أن مشكلة الإخوان ليست معه قائلا: "المشكلة مع الشعب المصري... انزلوا كلموا المواطن المصرى العادى البسيط واسألوه هتجدوا إنه غاضب جدا ورافض جدا أي شكل من أشكال المصالحة وبصراحة مفيش أي رئيس خلال الفترة القادمة أيا كان هيستطيع أن يعمل ضد إرادة الشعب المصرى."

وأوضح السيسي إنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الاضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عزل مبارك. لكنه رفض التحركات السياسية على غرار ما يحدث في الولايات المتحدة من سعي لتحقيق نتائج خلال 100 يوم من الحكم ويقول إن البلاد تحتاج لجهد كبير.

100 يوم ليست كافية

واسترسل السيسي: "100 يوم مش كفاية لأن حجم التحديات اللي موجودة في مصر كثيرة جدا. وفي البرامج اللي موجودة في الدول الغربية الأمور أكثر استقرارا بكتير في كافة المجالات عن الواقع المصري. أنا متصور إن في خلال سنتين من العمل الجاد والدؤوب ممكن نحقق يعني شكلا من أشكال التحسن اللي المصريين بيتمنوه ويتطلعوا إليه."

وقال السيسي إن العلاقات بين مصر وإسرائيل اللتين تربطهما معاهدة سلام مستقرة منذ أكثر من 30 عاما رغم أنها تواجه تحديات كثيرة.

علاقة مستقرة مع تل أبيب

وتابع: "احنا علاقتنا مع إسرائيل ومعاهدة السلام دي معاهدة مستقرة بقالها أكثر من 30 سنة. وقابلت كثيرا من التحديات وهي مستقرة وثابتة واحنا بنحترمها وسنحترمها."

وأضاف: "محتاجين نشوف دولة فلسطينية.. محتاجين نتحرك في السلام اللي تجمد بقاله سنين طويلة.. هيبقي في فرصة حقيقية للسلام في المنطقة دي"، مؤكدا: "احنا مستعدين للعب أي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في منطقة الشرق الأوسط".

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة هذا الشهر، وهو يخوض الانتخابات أمام منافس واحد هو حمدين صباحي الذي جاء ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012.

برنامج انتخابي

وبشأن برنامجه الانتخابي قال السيسي: " لا بد من اتخاذ إجراءات زى التعليم وزى محاربة الجهل والفقر وإيجاد فرص عمل للناس والثقافة بكل ما تعنيه كلمة ثقافة من فنون وآداب حتى تصحيح الخطاب الدينى ده جزء من المعالجة لكن فيه قانون وفيه دولة قانون لازم كلنا نحترمها وهما لو احترموا القانون ونفذوه ما افتكرش هيبقى فيه مشكلة".


المساعدات الغربية

وحول التعاون الأمني مع الغرب لمكافحة التطرف الإسلامي قال السيسي إن طموح واشنطن بتطبيق الديمقراطية في مصر وغيرها يمكن أن يتم من خلال التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم من خلال تقديم المنح التعليمية وإقامة مشروعات يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة.

وأضاف: دى مواجهة بتتطلب مشاركة الجميع. وأنتم كنتم ليكم دور في دعم الديمقراطية، عايزين تعملوا ديمقراطية في دول كثيرة وهذا أمر جيد لكن كمان ده مش هينجح بالشكل المطلوب وفى أسرع وقت إلا من خلال دعم اقتصادى جيد ودعم التعليم بشكل جيد."

وواصل: " يا ترى انتوا مستعدين تفتحولنا بلادكم لمزيد من التعليم وميكونش مكلف. نرسل النابهين من أبنائنا يتعلموا في بلادكم ويشوفوا ويتعلموا. مستعدين تعملوا جامعات تقدم تعليما وثقافة حقيقية".

واختتم حديثه مع "رويترز" بالقول: "الديمقراطية مش أن احنا نعلم الشباب فقط. لا. نعمل مناخ مناسب لانجاح هذه الديمقراطية. هل أنتم عندكم استعداد لهذا. هل عندكم استعداد توفروا فرص عمل في دولة زي مصر عشان الناس تشتغل والفقر يقل. وده يبقي برنامج من برامج دعم الديمقراطية في مصر. هل أنتم عندكم استعداد أن تشاهدوا مشاكل زى مشاكل العشوائيات بالملايين في مصر وتساهموا فيها عشان يبقى فيه مناخ حقيقى لديمقراطية حقيقية".

الجريدة الرسمية